اتفضل.. اركب بقلم محمد أحمد سالم
تاريخ النشر : 2021-04-06
اتفضل.. اركب    بقلم محمد أحمد سالم


اتفضل.. اركب   

بقلم : محمد أحمد سالم

- مالك يا برعي؟ الانتخابات ..الانتخابات..يا حاج ، و أنت فرحان علي أيه؟ لا مرشح نفسك.. ولا ضمن القوائم !! بزيط يا حاج ... أنت ما سمعت يوسف بك وهبي وهو بيقول لك وما الدينا إلى مزيطة كبيرة. الكل يزرب مرشحين وقوائم."ست وثلاثون قائمة انتخابية " كما لو كانت مسابقة مين أكتر؛ وموجات التسطيح ، وتشابه شخصيات. مع عطب المؤسسات والفساد ؛ واستمرار الانقسام الاسود، كوقود لازم للحفاظ على استمرارية هذا الموقد الجهنمي للإنتاج كعكة شبه حكم . واعادة تدوير وتداول المناصب .دون أن يسمحوا لدخيل أن يقترب من كعكتهم. ولعل بُعد الناس، قد نجّاهم من لسعات القوارض وعضات الجوارح وطعنات ساسة الغبرة.

- لكن شايف كمية الرغبة في التغيير هائلة الحجم، تحت وطأة الإحساس بالخطر الداهم. هل حدث واشتريت عشرين أو ثلاثين لمبة وركبتهم في بيتك مع بعض، وبعد مرور سنة أو سنتين أخذت اللمبات تحترق في الوقت نفسه؟ طبعا .العمر الافتراضي
انتهى! لازم تغير اللمبة. وإلا حياتك " تبقى اسود من قرن الخروب"! زي ما انت شايف كدا.

والحدث يكشف عن "غضب مكتوم" تحت القشرة السطحية الظاهرة والهادئة، ويتطلب من اشباه- الأنظمة- أن تبادر إلى إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية فورية، وأن تسعى ما استطاعت إلى تكريس العدل والمساواة ومحاربة الفساد ورفع الظلم عن الناس، وتوفير فرص العمل للعاطلين منهم، وإطلاق سراح المسجونين ظلما وبغيا وافتراء.

- هما.. كلمتين أبرك من عشرة ؛ فيه أيادي خارجية ورا حوار الانتخابات. والا.. لما كان هناك ضرورة لفكرة "الانتخابات" اصلا ؛ يعنى لا انتخابات ولا الثعلب فات فات.. ولن نذهب إلى مكان أبعد إلى الوراء مما نحن فيه، فنحن الوراء نفسه، نحن في الآخر وليس بعدنا آخر. اكثر من 15 سنة ، ساوَوا بيننا وبين العبيد "الرومان ٥٠٠ سنة قبل الميلاد" فهم فقط من لم يكن من حقهم التصويت؟! وجاي حضرتك تزيط الان؟

- صحيح .. لا يحتاج "الحمار" أكثر من نظرة تقديرية واحدة ليعرف بفطرته وخبرته، هل يمكنه القفز فوق الحفرة أم لا، ولا يجرب ابداً ما لا يتأكد منه عياناً بياناً، في حين تحتاج أحزاب وحركات وجماعات وكيانات وسلطات وحكام ودول، لألف حفرة تقع فيها فتنكسر رقابها ولم تعرف بعد كيف تكون مثل حمار؟

- طيب .. يا سيدى، لن يكون مجلس. يمثل الشعب طالما استمر الانقسام .. نتقدم خطوة واحدة سريعة ثم تعود ريمة لعادتها القديمة. النوايا الحسنة موش كفاية..

سماع الأغبياء ولو كانوا حسنى النية مضيعة للوقت و كركبة للدماغ. والغالبية تشبه ربع الحكم الحالي ..و اصحاب الحكم الحالي؛ بعد "الانتخابات اذا تمت" لن يقولوا: حصلّنا الرعب.. اتفضل امسك الحكم انت و جماعة الحاكورة ، و المفاتيح
متعلقة ورا الباب.. انسي يا برعي الحوار.. غزة - الضفة ." الإوزة التي تبيض ذهباً " . نحن بحاجة للتغير الحقيقي ، يعنى حكام تانيين خالص، بسياسة تانية خالص .و بناء و استعداد و مقاومة و كفاح السنين- وليس طريقة فرّق تسُد. كما هو الحال. بعد تنفيذ المخطط الصهيوني الاسود ؛ وكل واحد يلعب فى منطقته .. و يدعى للمعلم.

- كلام سليم يا حاج . الناس في أشد الحاجة إلى أن يسمعها حكامها، و لابد للقادة أن ينصتوا لشعوبهم أكثر مما يتكلمون، وعلى الحاكم أن يعلم جيدا ما يطلبون، ويعلن عما يمكن أن يحققه، وما لا يمكن، لأن مقابلة مطالبهم بالصمت ليس حلا، لأنه إن طال يولد الغضب الذي يختزن في القلوب، ولا يمكن للصمت والغضب أن يستمرا، فسيأتي يوم مهما طال، لينفجر الكبت المخزون وتخرج هذه الشعوب لتحاكم - اشباه الحكام - وكل من يحكم على مقاعد متحركة، ومن ثلاجات الموتى وتوابيت
الحفريات.

فلا استقالة ولا تزحزح للملهمين التاريخيين. جربنا نغيرهم ماعرفناش.. موش علشان أدوات قمعهم.. ماعرفناش عشان احنا نفسنا متلخبطين - منقسميين و غير مجتمعين على كلمة، و لا فكرة ولا رؤية توافقية ولا أي حاجة بنص شيكل... لا يوجد هنا حل سحري سوى وحدة وطنية حقيقية ، وعدالة ناجزة وحرية كاملة وديمقراطية مخلصة، وعمل مسؤول، وتوظيف أمين للكفاءات، وحلم لا مدى له ولا يأس معه. -ما تتفضل تركب. شكرا يا حاج.