عالقٌ بعزلة مع أناي.. بقلم: عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2021-03-16
عالقٌ بعزلةٍ مع أناي 

بقلم: عطا الله شاهين

صمت
أصرخ يا صوتي لعلّ صوتي يبدد صمت المكان، فلا أحد هنا سوى أناي، التي تسمعني، رغم صمتي المتواصل في عزلة تشبه سجنا مفتوحا. أصرخ يا صوتي في كل الاتجاهات، فلا أحد سيسمعني، ستهرب الحيوانات من صوتي، ستعتبرني مجنونا في مكان مخيف.

فصمتي جنون هنا، فلماذا لا أصرخ كي أسمعني؟ فلا أحد هنا أحدثه عن همومي.. المكان هنا صامت، وأنا صامت، فلماذا لا أصرخ كي أبدد ضجري من مكان مملّ؟..

دخول
أدخل بأناي في حجرة جدرانها مليئة بغبار الزمن، أدخل إلى عزلتي كي أبدد مللي من صمت المكان، فدخولي بعد صراخي المدوّي سيكون دخولا مختلفا.. هناك سأصغي للصدى، الذي أسمعه يرتد من جدران حجرة معلقة عليها صور لامرأة لم أرها في الحقيقة، فقط مجرد اعجاب مني لعينيها الخضراوين..

مربع
هنا مربع لا أستطيع الخروج منه، فكلما أرغب في الابتعاد عن المكان أراني أخفق وأعود إلى مربعي الأول، أي إلى عزلتي في مكان موحش، فلا أحد أتى إليّ منذ سكنت المكان بمحض إرادتي.
تفكير دائم في عزلتي

عالق بعزلة مع أناي، أفكر دائما في سبب مجيئي للانعزال، هل لأنني لا أحب أن يزعجني أي أحد في اكتشاف اللاشيء؟.. أنا هنا مع أناي عالق في حجرة علّقت عليه صور امرأة لم أقابلها إلبتة، فقط أعجبت بعينيها الخضراوين، اللتين يجذبانني نحو قداسة الأنوثة، كهذه المرأة التي تجعلني أبحث عنها في أحلامي..