الشللية وتغولها وأثرها على الدول بقلم د.محمد جميعان
تاريخ النشر : 2021-03-02
الشللية وتغولها وأثرها على الدول

بقلم: د.محمد جميعان

تنشأ شللية اصحاب النفوذ عند بداية تخبط الدولة، واحيانا اخرى يكون تخبط الدولة ناجم عن بروز الشللية وتغولها في كيان الدولة،  وفي كلا الحالتين ينذر هذا الواقع باختلاط الاوراق، نتيجة تفاقم وتداخل المشاكل الاقتصادية والسياسية، مما يضعف كيانها السياسي بداية ، ويصبح اصحاب النفوذ يستشعرون الخطر على مصالحهم وامتيازاتهم، سيما " الحيتان " من رجال المال والاعمال ، مما ينجم عنه تجذر الفساد وتغول راس المال على القرار السياسي والاقتصادي وحتى المجتمعي ككل، ويصبح اسيرا لرغباتهم التي غالبا مايضعونها " تبريرا " تحت شعار تشجيع الاستثمار، وعلى حساب عرق وجيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود وغالبية الناس ، وعادة ما يثيرون هواجس متشعبة ومتعددة لا حصر لها..

في المرحلة الاولى تنشأ الشللية التي عادة ما تأخذ طابع التنافس والصراع الناعم، لحصد مزيدا من المكتسبات والمغانم كل شلة بما لديهم فرحون..

ولكن في المرحلة الثانية، وهي الاخطر، وتنذر بعواقب يصعب توقعها في كثير من الاحيان ، في هذه المرحلة ينقلب التنافس والصراع الى تفاهمات مشتركة فيما بينهم،  بعد تركز راس المال والنفوذ وحتى المناصب في ايديهم، ويشكلون قوة عضودا ومهيمنة، وذلك حتى لا يتم اختراقهم ومنافستهم من خارج الاطار او النادي الذي يجمعهم، وكذلك يشكلون بتعاضدهم حاجزا لمنع ظهور اي معارضة مهما كان شكلها، يمكن ان تشكل خطرا على مغانمهم وتغولهم، بل وصد اي محاولة لانتزاع تلك المكتسبات مهما صغرت..