استحقاق انتخابي بأبعاد مصيرية بقلم: سلام محمد العامري
تاريخ النشر : 2021-03-02
استحقاق انتخابي بأبعاد مصيرية    بقلم: سلام محمد العامري


استحقاق انتخابي بأبعاد مصيرية

بقلم: سلام محمد العامري

" في الماضي، كانتتُمارسُ علينا سياسات التجهيل، الآن نُمارس على أنفسنا، سياسة تصديق الخداعالإعلامي.. النتيجة واحدة" جلال الخوالده/ روائي أردني.

عندما ينتزع الساسة السلطة, عن طريقالانقلابات, التي يُطلق عليها أغلبهم ثورات, فإنهم يزرعون الجهل, بما يُبطنون مننوايا, أساسها السيطرة على الحكم بشعارات وطنية, سرعان ما يتضح للشعوب, أنها مجردلعبة سياسية, الغرض منها الهيمنة على ثروات البلد, أما في النظام الديمقراطي,فإنَّ المواطن ينتهل من الإعلام, سيرة المرشحين عَلَّه يجد وطنياً ينتخبه, وهنايقع المواطن حديث التجربة, الذي عاش في ظلام الجهل السياسي, فيمارس جهله بتصديقالإعلام الخاطئ, فالأساليب الإعلامية المنحطة, ليس لها إلا نَشر, ما يمليهالقائمين عليها.

عاش العراق تحت أنظمة دكتاتورية عقوداً, لميعرف فيها المواطن, سوى الطاعة العمياء للحكام, يصفقون ويهتفون يمجدون يهللون, بكلمن اعتلى سدة الحكم, جرياً خلف الشعارات الوطنية البراقة, ليجد نفسه تحت طائلةالقوانين, المفصلة حسب مقاس الحاكم, بديباجة مكررة" باسم الشعبقررنا..." وما للشعب ناقة ولا جمل, بكل ما قيل في القوانين, إلا سماعهاوقراءتها وتطبيقها, وإلا فهو خائنٌ عميل يستحق العقاب, ولا يحق له الاعتراض ولوبكلمة, فقد تم تشريع القوانين باسمه, وليس باسم الحاكم, الذي نَصَّبَ نفسه, أونَصَّبه حزبه للحكم.

سقط الدكتاتور ليدخل العراق, برغم الاحتلالالبغيض, في بحبوحة من الحرية, ليدخل في عصرٍ جديد, آملاً أن يجد عراقاً ينعمبالديمقراطية, لكن الجهل الذي, عاشه لعقود جعله فريسة, لإعلام الانتهازيينوالفاسدين والفاشلين, الذين أسسوا لمافيات, سيطرت على ثروات البلد, تحت قوانينأقرت" باسم الشعب" وقد وَصًف الصحفي المصري الكبير, محمد حسنين هيكل,النظام الجديد العرقي بهذه العبارة" ألعراق عبارة عن بنك استولى عليه مجموعةمن اللصوص, ليس لهم علاقة لا بالسياسة ولا بالحكم ولا بإدارة الدولة" والغريبفي أولئك الساسة, يصف أحدهم الآخر بالفساد!

حكومات توافق وشراكة, ليس للشعب فيها رأيٌ لاكلمة, تصدر القوانين باسمه, عن طريق من انتخبهم, تحت شعارات سنحقق لكم, ما تريدونوما تتمنون, ليتفاجأ بعد كل تلك الأعوام, بخزينة خاوية وبنية تحتية محطمة, ولميبقى له سوى استمرار التضحية, والقيام باحتجاجات كانت ولا زالت, تحت ضغوط الحاجة,ودخول المندسين وراكبي الموجة الشعبية, ما اضطر الساسة لامتصاص غضب الجماهير,بإقرار قانون انتخابي جديد, والعمل على انتخابات مبكرة, عسى أن يعيدوا الثقةللمواطن, فيكثف من مشاركته, بعد أن أخذ الإحباط مأخذه.

للظروف التي مَرَ بها العراق, من حرب طائفيةسادتها, حالة من دخول المنظمات الإرهابية, فقد كان انتخابه يعتمد, على الذهابللانتخابات ويختار, من يعتقد أنه سيخلصه من الإرهاب, وأن يكون من طائفته, تحت كلالمسميات السياسية, ولم يفكر بمن يمتلك, برنامج بناء دولة, فوصل لما وصل إليه, منمفترق الطرق, فإما الدولة أو اللادولة, ولكن الدول لا يُبنى على, مستوى المعتقدالواحد, أو الطائفة والعرق والحزب الأوحد, ولابد من تكاتف سياسي, يظم كل الفسيفساءالعراقية, المعتقدة بالوطنية واستقلالية قرار الدولة, فهل سيرى العراقيون قائمة,لها صفة الوطنية الجامعة للمكونات؟

قال الزعيم الهندي المهاتما غاندي, مما يدمرالإنسان" ألسياسة بلا مبادئ, المتعة بلا ضمير, الثروة بلا عمل, المعرفة بلاقيم" والعراق يحتاج لكل سياسي, يمتلك مبادئ سامية, كي لا يستثري بلا عمل,ومعرفة بقيم عالية.