الشك والتكنولوجيا.. بقلم صالح العجمي
تاريخ النشر : 2021-03-02
الشك والتكنولوجيا..  بقلم صالح العجمي


الشك والتكنولوجيا 

بقلم: صالح العجمي

الثقة شبه معدومة بين افراد المجتمع والشك ينهش عقول الافراد في الاسرة الواحدة ويلتهم الطمانينية من قلوبهم ويعيشهم في جحيم نفسي ونوع من الجنون العاطفي.

سقطت الاقنعه في زمن انتشر فيه التلفون والتلفاز.. فجأة بالتزامن مع الصحوة الدينية المتطرفه وتغليفها عقول الافراد بالامراض النفسيه والتخويف من الغزو الفكري الذي يستهدف المرأة ويدعو الى تحريرها فكانت ردت الفعل صادمه ومرعبه لعزلها عن حياتها الطبيعية في واقعنا المحترم ومراقبتها وفرض القيود عليها فتحولت الى رمز للفساد والاغراء وخسرت حقوقها و مكانتها وحجبت عن رؤية الضوء.

قبل الصحوة المتطرفة المرعبة عاشت الاسرة تحت سقف واحده يتزوج افرادها في منزل واحد ملئ بالحب والثقه والعفه ياكلون على طاولة واحده ويتبادلون الكلام والاحاديث والقصص كانهم طيور وخلية نحل ويسودهم الَود والتفاهم ويتوجهون للعمل فريق واحد يحملون نفس الهموم.

واليوم انتشر مرض الشك لا احد يثق في احد كل واحد يخاف من الاخر ويحسب له الف حساب ويشك في ظله ويعيش منطويا منحصرا على ذاته متخفيا عن اقاربه ورفاقه.

نحن نذهب الى مجتمع جديد متوحش
هذه الازمة تحتاج الى حلول نفسية ودراسة متعمقه لاعادة ضبط المصنع للانسان الذي فقد سعادته بسبب الفهم الخاطئ لما يجري في الكون من تحول ثقافي واجتماعي وما تكشفه المسلسلات والافلام من افكار شريرة تحرق القيم النبيلة الراسخه في وجداننا وتنترع الثقة كوحش انقض على فريسته في الصحراء.