أُرِيدُ ذَاتِي
تاريخ النشر : 2020-12-05
بقلم - شرين الصمادي

ظَنَنْت إنَّنِي أَصْبَحْت بِلَا شُعُور وللوهلة الْأُولَى فُقِدَت جَمِيع حواسي أَصْبَحْت لاَ أَرَى لَا أَسْمَعُ لَا أَتَكَلَّمُ لَا أَشْعُرُ لَا أتأثر ف الْحَيَاة أَخَذَت كُلُّ مَا لَدَيَّ مِنْ طَاقَةٍ وَقُوَّة سَلَبَت مِنِّي جَمِيع شُعُورِي وأحاسيسي حَتَّى عَقْلِيٌّ الْبَاطِنِيّ الَّذِي فِي طَبِيعَتَهُ لَا يَصْمُت صُمْت الْآنَ لَا يراودني أَيْ شُعورُ أَوْ فِكْرَةٍ أَوْ خَيَالٌ حاستي السَّادِسَة الْخَاصَّة بِي فَقَط المخبأة دَاخِلِيّ وَلَا أَحَدٌ يَعْلَمُ مَا هِيَ فَقَدْتَهَا وَلَا أَعْلَمُ أَيْنَ ذَهَبَتْ وَفِي أَيِّ لَحْظَةٌ فَقَدْتَهَا تَوَصَّلَت لمرحلةٍ أَتَحَرَّك فِيهَا مَعَ اللَّحْظَة فَقَطْ دُونَ شُعُور بالشيىء الَّذِي يَحْصُلُ انْتَقَلَ مِنْ دَقِيقِهِ إلَى أُخْرَى وَأَصْبَح دَاخِلِيّ مَقْبَرَة بقلبٍ نابضٍ وجسدًا ميتًا وشعورًا معدومًا . . . .

لِمَاذَا كُلُّ هَذَا ؟ ؟
لِأَنَّهُ مِنْ تَأَلَّم وَجَفْنَة اِحْتَرَقَ مِنَ الْبُكَاءِ أَصْبَح كَذَلِك ف عَنْ نَفْسِي لَم أَفْقِد شُعُورِي فَقَط فَأَنَا فُقِدَت نَفْسِي وذاتي وشغفي لِلْحَيَاة . .
فَالسَّلَام لروحي يَا اللَّهُ . . .

فِي بِدَايَةِ كِتَابَتِي كَتبتُ إنَّنِي ظَنَنْت وَلَكِنْ أَنَا الْآنَ مُتَأَكِّدَةٌ إنَّنِي ف فِي تِلْكَ الثَّانِيَةُ إنْسَانَةٌ فَاقِدَةٌ لِذَاتِهَا ! !