عام في النزع الأخير
تاريخ النشر : 2020-12-03
بقلم - يوسف حمدان 

لو كان قادراً لما أرادَ
أن تلِدهُ سُنَّةُ الحياةْ
أصابهُ الوباءُ في سِنّ الرضاعةْ
أولياءُ الأمر لم يحسنوا الرعايةْ
بل قيل إنهم راهنوا بمَكرِهم
على ضعف المناعةْ..
مسكيناً كان هذا العامْ -
لم يشأ أن يرى النورَ
في عهد تُجَّارِ الظلامْ -
ينشدون صيْدَ اللؤلؤِ البرّاقِ
من مستنقع المتاجرين بالدواءْ..
يكفَلون أن يكون السِعرُ
ناطحاً لقُبةِ السماءْ
فلا يطاله الكادحون
في ملاحم البقاءْ
ولا يشتريه إلا الأثرياءْ..
فقيراً كان هذا العامْ -
هيهاتَ للفقيرِ أن
يبتاع خبزاً يسِدُّ رمقَه
أو يشتري الشفاءْ..
العامُ يلفظُ الأنفاسَ شاحباً -
يودِّعُ الحياةَ في فصل الشتاءْ
هل بعد أن يلاقي حتفَه سيرحل الذين
يحصدون المال في مزارع الشقاء؟
هل يولدُ العامُ الجديدُ
سالماً من كلّ داءْ؟
هل تضحكُ الحياةُ للأطفالِ
في عالمٍ يُساهِمُ الجميعُ فيه
في بناء عالمِ الرخاءْ؟
هل يدركُ الأميرُ
أنّ كلّ ما اقتنى بجوع الناسِ
من قُصورٍ وقلاعْ -
سيستوي حطامُها
على العروشِ والكنوزِ
حين يغضبُ الجِياعْ؟