الحرب القذرة
تاريخ النشر : 2020-12-03
الحرب القذرة
صورة أرشيفية للكاتب


الحرب القذرة

بقلم - خالد ربحي الطيماوي
كاتب فلسطيني

سواء أعلن الموساد مسؤوليته عن اغتيال العالم النووي الايراني خيري زاده أم لم يعلن، فلن يختلف اثنان حول كون الصهاينة  المسؤول الاول والمباشر عن تلك العملية، بسبب ما كان يمثله ذلك الرجل من أهمية لكونه احد اعمدة المشروع النووي الايراني والمشرف على الابحاث والتطوير  لكثير من المشاريع العسكرية الايرانية.

وبالتأكيد لم تكن هذه العملية هي الاولى ولن تكون الأخيرة أيضا، اذ شهدت السنوات الأخيرة العديد من عمليات الاغتيال التي اعلن الموساد عن تنفيذها او التي لم يعلن عنها وان كان المتهم الاول والمستفيد الأكبر منها وربما كانت أشهرها عملية اغتيال القائد القسامي الكبير محمود المبحوح في احد فنادق دبي او المهندس التونسي محمد الزواري في قلب دولة تونس الشقيقة وغيرهم كثير من زعماء المقاومة الفلسطينية أو القادة العرب وكل من يشكل خطرا ولو بالكلمة على مستقبل دولتهم او يهدد امن مسؤوليهم وقادتهم.

وفي ظل ضعف الردود  على تلك العمليات القذرة أوانعدامها أحيانا تزداد التجاوزات الصهيونية يوما بعد يوم ويزداد تغلغلهم وسط مجتمعاتنا العربية والاسلامية معتمدين في ذلك على أصولهم العرقية المختلفة التي تمكنهم من الذوبان وسط أي مجتمع يرغبون فيه بمنتهى السهولة.

ورغم كوننا كعرب ومسلمين نحيا وسط مجتمعات بوليسية الا أن قدرة الموساد على تنفيذ أعماله بسهولة والنجاة بفعلته دائما تثير الكثير من الغضب والحنق في نفوسنا خاصة مع عجز أجهزتنا الأمنية عن توفير الحماية للمستهدفين أو حتى القاء القبض على المنفذين رغم ما تملكه تلك الاجهزة من قدرة على احصاء أنفاسنا وتنغيص عيشنا.

ما حدث ويحدث جاء نتيجة ادراك العدو مقدار خوفنا منه حتى من تلك الدول التي تعيش حالة حرب مباشرة معه نجدها تكتفي بالوعيد والتهديد خشية عمليات انتقامية لو ردت على أي من تلك الاعتداءات الصهيونية عليها.

الحقيقة التي يجب ألا نتغافل عنها سواء الدول التي طبعت او الدول التي اتبعت نهج القتال والمقاومة وهي أننا كمسلمين وعرب نشكل خطرا على المشروع الصهيوني والغربي والمتمثل في قيام الدولة العبرية الممتدة حسب معتقداتهم الدينية على اراضي العديد من الدول ما بين نهري الفرات والنيل،  وهم يدركون أيضا هشاشة ما أبرموه من اتفاقيات تطبيع أمام أي هبة شعبية ستطيح بعملائهم وحلفائهم في المنطقة.

حربنا معهم هي حرب دينية مقدسة للدفاع عن الارض وعمن يسكن تلك الأرض يحرثها ويزرعها يموت ويحيا عليها ويرويها بدمعه وعرقه ودمه.

ان الرد الحقيقي يجب أن يكون مباشرا وبنفس الأسلوب الذي يتبعه في حربه معنا.

ان قطرة دم من طالب فلسطيني استشهد وهو في طريقه لجامعته او عجوز لبناني او امرأة سورية أغلى بكثير من دم ملحق عسكري اسرائيلي في سفارة العدو في اليونان او سفير لدولة الكيان في اسبانيا.

نحن ندفع ثمن دفاعنا عن ارضنا وقضيتنا يوميا كما أننا كمسلمون وعرب متواجدون في كل بقعة من الأرض ولن يكون من الصعب علينا أن نجعل كامل كوكب الأرض ساحة قتال نطارد فيها عدونا حيث نجده كما اعتاد في حربه معنا وهو أمر ليس جديدا وسبق وأذقناه الامرين في فترة الثمانينيات تحديدا حيث كانت المقاومة الفلسطينية تطارد عملاءه وجنوده حيثما كانوا في اوروبا ما دفعه دفعا لايقاف اغتيالاته واعماله القذرة في تلك الفترة الزمنية.

العين بالعين والسن بالسن وان كنا نتفوق عليهم في أننا على حق وندافع عن قضية عادلة.