الشـــِّعْـرُ
بقلم - غسان علي حسن ( أبو مكسيم )
لا تظلمنَّ الشِّعرَ إن عصفتْ بهِ
بعْضٌ منَ الأنـواءِ ، والسّقطاتِ
فالشعرُ يكتبهُ الجَــوى ومدادهُ
ريقُ العِظامِ ، وحُرْقةُ الأ نّاتِ
آلشِّعْرُ ِمن أرَجِ الورودِ وطُهْرها
مِنْ بُــحَّـة القــيثارِ للنِّــسْماتِ ،
مِنْ بسمةِ الطفْلِ الرّضيعِ لأمِّــهِ ،
من هينماتِ الطَّرفِ ، والحِلْماتِ
آلشِّعرُ أنغامُ الفؤادِ ، وشوقُــــهُ
لُــقْـيا حبيــبٍ تاهَ فِي الغـيْماتِ
آلشِّعرُ ..تكتبهُ العُيــون النّاعسا
تُ ..على شفاهِ النَّـحْـلِ والزّهراتِ
**
تتمايلُ الغيداء ، تشدو ، تنتشي
معَ بُحَّةِ المزمار، والشَّهْـقاتِ ،
كتمايلِ الأكمامِ حينَ تزورها
نُطفُ الندى ، أو نفْحةُ النِّسماتِ
فالشِّعرُ تتلوهُ الشفاهُ بلــوعةٍ
عندَ النوى وتزاحمِ اللثْمـــاتِ
لاتظلمنَّ الشِّـعْرَ في عصْرِ الغَوى
عَصْـرِ الخنا ، والحَيْفِ ، والآهاتِ
عصَفتْ بكوكبيَ الدَّواهي ..راعني
خـوفي عليَّ منَ الزمــانِ الآتــي!
لولا التَّنائي والمُحالُ لأطفأوا
شمسَ الضُّحى ، وتلؤلؤَ النَّجْماتِ
باسم العدالةِ تستباحُ دماؤنا ،
وخيولُنا ، والخضلُ في ورداتي
أشلاؤنا صارتْ تُباعُ وتُشترى
كالثوبِ فِي الحانوتِ والسّاحاتِ
باسْمِ الحداثة أغلسوا أنوارَنا
زرعوا بذورَ الخوفِ في جيناتي
فقصيدة النثْرِ الهجينةُ أصبحتْ
مجنونةَ الألــوان ، والهفـواتِ
عتَـبي علَى الشعراءِ حين يُبجِّلو
نَ بكلِّ عصْرٍ أكذبَ اللحياتِ
إنَّ الهوى يختالُ بين جوانحي
في نشوتي ، وكآبتي ، وصَلاتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من : ضجيج الصمت
ضجيج الصمت
تاريخ النشر : 2020-12-02