ضجيج الصمت
تاريخ النشر : 2020-12-02
الشـــِّعْـرُ
بقلم - غسان علي حسن ( أبو مكسيم ) 

لا تظلمنَّ الشِّعرَ إن عصفتْ بهِ
بعْضٌ منَ الأنـواءِ ، والسّقطاتِ

فالشعرُ يكتبهُ الجَــوى ومدادهُ
ريقُ العِظامِ ، وحُرْقةُ الأ نّاتِ

آلشِّعْرُ ِمن أرَجِ الورودِ وطُهْرها
مِنْ بُــحَّـة القــيثارِ للنِّــسْماتِ ،

مِنْ بسمةِ الطفْلِ الرّضيعِ لأمِّــهِ ،
من هينماتِ الطَّرفِ ، والحِلْماتِ

آلشِّعرُ أنغامُ الفؤادِ ، وشوقُــــهُ
لُــقْـيا حبيــبٍ تاهَ فِي الغـيْماتِ

آلشِّعرُ ..تكتبهُ العُيــون النّاعسا
تُ ..على شفاهِ النَّـحْـلِ والزّهراتِ
**
تتمايلُ الغيداء ، تشدو ، تنتشي
معَ بُحَّةِ المزمار، والشَّهْـقاتِ ،

كتمايلِ الأكمامِ حينَ تزورها
نُطفُ الندى ، أو نفْحةُ النِّسماتِ

فالشِّعرُ تتلوهُ الشفاهُ بلــوعةٍ
عندَ النوى وتزاحمِ اللثْمـــاتِ

لاتظلمنَّ الشِّـعْرَ في عصْرِ الغَوى
عَصْـرِ الخنا ، والحَيْفِ ، والآهاتِ

عصَفتْ بكوكبيَ الدَّواهي ..راعني
خـوفي عليَّ منَ الزمــانِ الآتــي!

لولا التَّنائي والمُحالُ لأطفأوا
شمسَ الضُّحى ، وتلؤلؤَ النَّجْماتِ

باسم العدالةِ تستباحُ دماؤنا ،
وخيولُنا ، والخضلُ في ورداتي

أشلاؤنا صارتْ تُباعُ وتُشترى
كالثوبِ فِي الحانوتِ والسّاحاتِ

باسْمِ الحداثة أغلسوا أنوارَنا
زرعوا بذورَ الخوفِ في جيناتي

فقصيدة النثْرِ الهجينةُ أصبحتْ
مجنونةَ الألــوان ، والهفـواتِ

عتَـبي علَى الشعراءِ حين يُبجِّلو
نَ بكلِّ عصْرٍ أكذبَ اللحياتِ

إنَّ الهوى يختالُ بين جوانحي
في نشوتي ، وكآبتي ، وصَلاتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من : ضجيج الصمت