أطفال فلسطين بين أشواك الاحتلال وورود الأمل
تاريخ النشر : 2020-12-01
أطفال فلسطين بين أشواك الاحتلال وورود الأمل
صورة للكاتب


بقلم - فادي أبوبكر
كاتب وباحث فلسطيني 

أطفال فلسطين بين أشواك الاحتلال وورود الأمل

أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة وفقاً لقرار رقم 836 في عام 1954 أن يكون العشرين من شهر نوفمبر يوماً عالمياً  للطفل، لما يحمله هذا اليوم من أهمية بالغة في تاريخ الطفولة، كونه اليوم الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، وتبنّت اتفاقية حقوق الطفل التي صادَقَت عليها معظم دول العالم، وذلك في عام 1989. ومنذ عام 1990 والعالم يحتفل بالذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الأمم المتحدة  للإعلان والاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل.

 بأي حالٍ عُدت هذا العام أيها اليوم العالمي على أطفال فلسطين وعلى وجه الخصوص المعتقلين منهم في سجون الاحتلال والذي يبلغ عددهم حالياً قرابة 170 طفلاً؟ 

ستة وستون يوماً عالمياً للطفل مرّوا .. وأكثر من ثلاثة عقود على اعتماد  واعلان الاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل مرّت، وأطفال فلسطين ما زالوا يعانون التهجير، والتشريد، والقتل، والاعتقال، والتعذيب.

أعينٌ فُقِأت، وأرجلٌ بُتِرت، وأعمارٌ تأكُلها السجون .. وما زال السؤال الحاضر: الى متى سيبقى أطفال فلسطين يعيشون هذه الحالة من الإجرام والعنصرية وتغييب المجتمع والقانون الدولي؟.

تشير آخر التقارير الإحصائية،  إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ العام 1967ما يزيد عن خمسين ألف طفل فلسطيني، سبعة آلاف منهم فقط خلال الفترة (2015-2020)، ما يجعل اليوم العالمي للطفل واتفاقية حقوق الطفل مدعاة للسخرية في فلسطين، ويؤكد من جديد على إمعان الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد جرائمه بحق الأطفال ضمن سياسة ممنهجة تستهدفهم وتستهدف الطفولة الفلسطينية بكافة أبعادها.

ويتعرض الأسرى الأطفال إلى جرائم إنسانية أخرى عدا جريمة اعتقالهم الكارثية أصلاً، تبدأ منذ لحظه دخولهم الأسر، إذ يتعرضون لأساليب تعذيب ومعاملة حاطّة بالكرامة الإنسانية ومنافية للمعايير الدولية لحقوق الانسان، كما يتم احتجاز أغلبية الأطفال في معتقلات داخل دولة الكيان الإسرائيلي، ما يخالف اتفاقية جنيف الرابعة، ويتسبب في حرمان الغالبية منهم من زيارات أهاليهم والذي يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة الأعراف الدولية.

ويستمر مسلسل الجرائم الإسرائيلية بحق أطفال فلسطين، حتى بعد  تفشي جائحة كورونا (كوفيد -19) في مارس 2020 ، حيث تم اعتقال أكثر من ثلاثمئة طفل منذ بداية الجائحة وسط ظروف اعتقالية أقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها لا ترتقي فيها الحياة إلى الحياة الآدمية. حيث ما زالت سلطات السجون الإسرائيلية مصرّة على تقاعسها عن القيام بالإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية العاجلة والجدية لحماية الأسرى داخل السجون الإسرائيلية لمواجهة فايروس كورونا.

 

وسط أشواك الاحتلال الإسرائيلي، ما زال أطفال فلسطين يزرعون ورود الأمل،مؤمنين برسالة الله تعالى التي تقول "إصبروا إن الله مع الصابرين"، ومسطّرين في سجلات التاريخ صموداً أسطورياً  لا مثيل له داخل السجون وخارجها، ومعوّلين على أن تهزم أشتال الأمل وورودها  أشواك الألم والاحتلال في نهاية المطاف.

وتختلف رسالة أطفال فلسطين في يوم الطفل العالمي عن باقي أطفال العالم، حيث يأتي هذا اليوم في كل عام ولسان حال أطفال فلسطين يقول: "إنه اليوم الذي نقول فيه أننا  أطفالٌ عصيّون على الإستخفاف والانكسار.. أطفالٌ لا يسكتون أبداً عن التعدّي على وطنهم ومدارسهم وحدائقهم وملاعبهم، ولن يتراجعوا  عن قضيتهم مهما طال الزمن"، فهل يفهم المجتمع الدولي هذه الرسالة في العشرين من نوفمبر 2021؟.