عوضي الرباني العظيم
تاريخ النشر : 2020-12-01
بقلم - الكاتبة هيا حسن الكرد
يَا عَوضِي الرَبانِي العَظِيم..
هَربْتُ إليكَ ذاتَّ مَساءٍ منْ سَطوةِ الوحدَةِ وحِلكَةِ المَعَاني والحُروفُ العَالِقَةُ فيْ عَقْلي كَألةٍ حَادَة تَجْرحُ الفِكر، فَكُنتَ لي الفَلك، وكُنتُ لكَ قَمراً يَجري فِي فَضَائك هَرَباً مِن كُلّ شَيءٍ، إلى دَاخلِ شَيء يَتّسِعُك..

سَامرتُكَ ذَاتَ لَيلةٍ حَالِكَةٍ وَأخبَرتُكَ أنَّ حَالي أَشدُّ مِن حِلكَةِ الليَالي المُعتِمَة، أخبَرتَني أَنَّ الفَجرَ مُقبِلٌ لِحَياتي لا مَحَالَ فَكُنتَّ لي أَعَظم إشرَاقَةٍ قَد حَلّت وَأَنارتْ كلّ ما فِيْ رُوحي منْ انطِفَاء، كَيفَ جِئتَ، مِنْ أَينَ جَئتَ، لِماذا جِئتَ قَد كَانت ذَات أَمسٍ تَسَاؤُلاتِي..

يَا عَوضِي الرَبانِي العَظِيم..
ما كُنتُ أظنُّ أن قَلبِي يَتّسِعُ للعِشق، ما كُنتُّ أَعلمُ أنَّ دَاخِلي مُهَيئ لأَنْ يُغَرمَ فِي تَفاصِيلِ شَخصٍ إلى هَذا الحدِّ، ولكِنَك بَاغثتَ دَاخِلي على حِينِ غَفْلةٍ منْ سُلطَةِ عَقلي وأَصْبَحتَ كلّ أَفكَاري، استَحوذتَ عَلى الرِضَى منْ عَقلِيَتي المُتَحجِرةَ، أيُّ عَشقٍ ذَلِكَ الذي قَدمتَهُ لي لأهوَاكَ!

تُنْكِرُكَ الحُروفُ ذَاتَ يومٍ ولكِنكَ حَقيقَتي، تَستَوجِبُ التَقدِيم حباً في كُلِ قَصائِدي، تَستَوجِبُ الرفعَ مِنْ مَقامِ الكَلِماتِ والجُمل المُنمَقَة، وَتبقَى تَعصِرُ في دَاخِلي بِكل عُنفُوان، وتَتَراقَصُ خُطاكَ على دَقاتِ الفُؤادِ كَوترِ نايٍ يَعزِفُ الغَرام، يَا عَوضِي الرَبانِي العَظِيم أَحتَاجُ لأنْ أُصَلِّ كَثيراً، أن أَزورَ كَنائِسُ مَدينَتي، ومَساجِد الأَحياء، لأشكُرَ الرَبَّ الوَاحد الذي وَهَبني إياكَ..