دحض وتفنيد فرية ارض الميعاد حسب النصوص التوراتية والحفريات الاثرية
تاريخ النشر : 2020-12-01
دحض وتفنيد فرية ارض الميعاد حسب النصوص التوراتية والحفريات الاثرية
صورة أرشيفية للكاتب


بقلم - سفيان الجنيدي

تهدف الدراسة إلى دحض وتفنيد اكذوبة ارض الميعاد، أرض كنعان المنحولة والموهوبة من الرب إلى ابراهيم الخليل عليه السلام ولنسله من بعده.

اعتمدت الدراسة في دحض فرية ارض الميعاد على النصوص التوراتية ونتائج الحفريات الاثرية والتي قامت بها مجموعة من علماءالاثار الاسرائيلين

اولا: دحض اسطورة ارض الميعاد حسب النصوص التوراتية

تشير التوراة في سفر التكوين، الاصحاح ١٧، العدد ٨ إلى أن الرب كان قد إنتحل ووهب ارض كنعان إلى ابراهيم الخليل ولنسله من بعده.

النص التوراتي: وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك ، كل ارض كنعان ملكا أبديا، وأكون إلههم.

من النص السابق نلاحظ أن أبراهيم(ع) هاجر من ارض العراق إلى أرض كانت مأهولة بالسكان الكنعانين أي انها كانت ملكا لهم وابراهيم عليه السلام جاءهم غريبا من العراق وأقام بين ظهرانييهم وهذا يثبت زيف الادعاءات الصهيونية بأن اليهود تواجدوا على أرض فلسطين قبل العرب الكنعانين.

ويقيم إبراهيم بين الكنعانين سنين عدة إلى أن يفجع بموت زوجته سارة عليهما السلام ولكن دون أن يتحقق وعد الرب له حسب النص التوراتي، ولا يجد لحدا يواري فيه سوءة زوجته، فيساوم السكان الكنعانين أن يبيعوه قبرا يدفن فيه جثمان زوجته:
النص التوراتي: انا غريب ونزيل بينكم، إعطوني ملك قبر معكم لادفن ميتي من امامي( سفر التكوين، الاصحاح ٢٣، العدد٤)

ويختار إبراهيم عليه السلام مغارة المكفيلة في حبرون ( الخليل) ليدفنها فيها، فيطلب من مالكهاعفرون الحثي أن
يبيعه مغارة حقل المكفيلة لقاء ٤٠٠ شيكل ( العملة في ذلك الوقت) من الفضة، يوافق عفرون على بيع المغارة مقابل المبلغ الذي عرضه عليه ابراهيم عليه السلام ليواري جثمان زوجته ساره عليها السلام فيها:

النص التوراتي :وبعد ذلك دفن إبراهيم سارة إمراته في مغارة حقل المكفيلة امام ممرا، التي هي حبرون في ارض كنعان( سفر التكوين، الاصحاح ٢٣، العدد ١٩)
لاحظ ان التوراة مازالت تشير الى فلسطين بارض كنعان.

وتنتهي حياة ابراهيم عليه حسب الاصحاح ٢٥ من سفر التكوين ويفضي إبراهيم عليه السلام إلى ربه دون أن يتملك سوى مغارة حقل المكفيلة والتي اشتراها من أمواله الخاصة، ويحنث الرب - والعياذ بالله- دون ان يفي بوعده لابراهيم في أن يملكه أرض كنعان حسب النصوص التوراتية المحرفة

النص التوراتي: الحقل الذي اشتراه ابراهيم من بني حث، هناك دفن ابراهيم وساره إمراته( سفر التكوين، الاصحاح ٢٥، العدد ١٠).

ويعيش إسحاق عليه السلام في ارض فلسطين ويفضي إلى ربه دون أن يتحقق وعد الرب لابيه إبراهيم عليهما السلام بأن يملكه ومن بعده نسله ارض كنعان ملكا أبديا.

ويقيم الحفيد يعقوب عليه السلام بين الكنعانين بإنتظار أن يتحقق وعدالرب لجده ولكن دون جدوى، فيقرر حسب سفر التكوين الاصحاح ٣٣ العدد١٩ أن يشتري قطعة أرض من بني حمور ابي شكيم الكنعاني لقاء ١٠٠ قسيطه ( نوع من العمله في ذلك الوقت) ويتملك يعقوب عليه السلام قطعة الارض بعد أن يدفع المبلغ المتفق عليه

النص التوراتي:وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة( سفر التكوين، الاصحاح ٣٣، العدد ١٩).

وعليه وبناء على النصوص التوراتية فلم يتملك ابراهيم عليه السلام هو و ابناؤه واحفاده عليهم السلام في ارض فلسطين من الممتلكات العينيةسوى حقل المكيفلة والتي اشتراه ابراهيم(ع) بالإضافةالى الارض التي اشتراها يعقوب عليه السلام . ويأتي اجل يعقوب ولم يأتي وعد الرب كما هو موجود في التوراة المكذوبة والمحرفة.
وكما سبق ذكره وتبيانه، بينت النصوص التوراتية بطلان ودحض و تدليسات وافتراءات وأكاذيب ومزاعم اليهود والحركات الصهيو ماسونيه بأحقية تواجدهم واقامتهم في فلسطين التاريخية. وبينت جميع النصوص التوراتية زيف ادعاءات الحركة الصهيونية بتواجدهم على ارض فلسطين فبل العرب الكنعانين حيث أن النصوص التوراتية ظلت تشير الى الارض باسم ارض كنعان والتي كانت ملكا للفلسطنيين ورثوها كابر عن كابر إلى ان سقطت اسيرة بايدي الغزاة عام ١٩٤٨.
كما تجدر الاشارة إلى أن الدعاية الصهيونية كيفت الوعد الإلهي لابراهيم عليه السلام ولنسله من بعده بما يتفق مع ادعاءاتهم وتوجهاتم الايدلوجية فجعلت الميراث في ابن واحد وهو إسحاق عليه السلام واستثنت إسماعيل عليه السلام جد العرب من حقه في الميراث مع ان النص واضح ولا لبس فيه في ان الوعد شمل إبراهيم عليه السلام وجميع نسله.

ثانيا : دحض فرية ارض الميعادحسب نتائج الحفريات الإسرائيلية

أما فيما يخص نتائج الدراسات الاركيولوجية والتي قامت بها مجموعة من علماء الاثار الاسرائيلين، فأكدت جميع الدراسات على إفتراءات وتدليس الحركة الصهيونية بما يخص ارض الميعاد،حيث لم تستطع اي من الحفريات ايجاد اي معلم يهودي في ارض فلسطين التاريخية يدلل وجود حضارية يهودية، وفيما يلي ملخص لاهم الدراسات:

1- يؤكد عالم الاثار الاسرائيلي إسرائيل فلنكشتاين على
عدم وجود أي شواهد تاريخية تدل على وجود اي صلة لليهود بالقدس، وينفي وجود أي شواهد تأريخية لمملكتي يهودا واسرائيل و يؤكد على ان الاعتقاد بوجود هذه الممالك ما هو إلا ضرب من الوهم والخيال.

٢_ اما البروفيسور الاسرائيلي زائيف هرتزوج عالم الاثار اليهودي في جامعة تل ابيب فيؤكد أن الاكتشافات الأثرية الحديثة تتناقض تماما مع القصص التوراتية ويضيف : علينا الا نبحث عن دليل غير موجود اصلا.

٣_ اما شلومو ساند، استاذ التأريخ في جامعة تل اليب، فيشير في كتابه " متى وكيف تم إختراع الشعب اليهودي" الى:

أن الصهاينة الجدد وليس اليهود هم الذين اخترعوا اكذوبةارض اسرائيل ونفى وجود شعب يهودي تم ارغامه وتهجيره من ارض فلسطين الى الشتات، كما انه شكك في اصول اليهود القادمين من اوروبا الشرقية حيث يرى ان يهود اوروبا
الشرقية هم من نسل مجتمعات تهودوا خلال حقبات تاريخية مختلفة.

وبناء عليه،نتستنج حسب النصوص التوراتية ونتائج الحفريات الإسرائيليةما يلي :

١_ بطلان ادعاءات الحركة الصهيونية بالاسبقية الزمنية لتواجد اليهود على ارض فلسطين.

٢_ عدم وجود اي شواهد تاريخية او أثرية تدل على وجود اي حضارة لليهود في فلسطين التاريخية.

٣_ بطلان فرية ارض الميعاد والتي لا تعدو عن كونهااكذوبة وتدليس وتزييف اخترعتها الحركة الصهيوماسونية لتحقيق مآربها في الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية واقامة الكيان الصهيوني على اراضي فلسطين التاريخية.