هل تغادر حماس طاولة المفاوضات؟
تاريخ النشر : 2020-11-28
بقلم - مراد سامي
                               

لم تحرز مشاورات المصالحة بين قطبي المقاومة فتح وحماس أي تقدم يذكر حتى اللحظة رغم وساطة القاهرة الراعي التاريخي لخيار الوفاق الوطني الفلسطيني والداعم الأول للشعب الفلسطيني في المنطقة.



 يذكر ان مسار المصالحة الفلسطينية قد انطلق مباشرة إثر اعلان حكومة الاحتلال برئاسة بينجامين نتنياهو عزمها ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية المحتلة الى جانب غور الأردن لسيادة الدولة العبرية الامر الذي اعتبرته الفصائل الفلسطينية تصعيدا خطيرا يستوجب نبذ الفرقة و الشتات لضمان رد فلسطيني على اعلى مستوى.

و تشير الاخبار المنشورة مؤخرا على المواقع الفلسطينية الى فشل كل المحاولات لتقريب وجهات النظر بين الطرفين حيث ترفض حماس وفقا لجبريل الرجوب امين سر حركة التحرير الفلسطيني تقديم أي تنازلات لضمان نجاح هذا المسار الامر الذي تعتبره القيادة الفتحاوية انتهازية غير مقبولة .

في الجانب الاخر تتهم بعض قيادات حماس جبريل الرجوب بتضليل الحركة وتقديم وعود زائفة الى جانب المراوغة و عدم الوضوح .

و يعزو بعض المحللون الاتهامات الحمساوية للرجوب الى قرار السلطة الفلسطينية الأخير باستئناف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال الامر الذي اعتبرته حماس طعنة في الظهر و نقطة اللاعودة لسمار المصالحة المتعثر من أوله .

هذا و تؤكد حركة فتح ان رد فعل حماس من قرار استئناف التنسيق مع إسرائيل مبالغ فيه، حيث تحاول السلطة الفلسطينية مراعات الاحتياجات الاقتصادية و الاجتماعية للفلسطينيين في المقام الأول و ان خيار المقاومة ليس شماعة لتتنصل الحكومة الفلسطينية من خلاله من واجباتها تجاه المواطنين .

يبدو ان الاختلاف الجوهري في وجهات النظر في خصوص الأولويات بين فتح و حماس تمنع إتمام أي محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ففي حين ترى حماس ان واجبتها تجاه الفلسطينيين تقتصر على الدخول في صدام مع دولة الاحتلال تراهن السلطة في رام الله على الحلول الديبلوماسية لضمان حقوق الشعب الفلسطيني دون المساس من قوته اليومي و من امنه الاجتماعي .