زيارة صاخبة تجسد الاعتراف بضم الضفة الغربية لإسرائيل
تاريخ النشر : 2020-11-21
زيارة صاخبة تجسد الاعتراف بضم الضفة الغربية لإسرائيل
هاني العقاد


بقلم - د. هاني العقاد

قد تكون الزيارة الاخيرة (لمايك بومبيو) وزير الخارجية الامريكي لاسرائيل ليبرهن اكثر من اي وقت مضي انه صديق اسرائيل الوفي، ويؤكد علي قوة العلاقة بين اسرائيل و واشنطن وان ادارة (ترمب) ماضية الي اخر يوم في تقديم ما هو في صالح اسرائيل وحدها بالمنطقة دون تردد، بل وتؤكد هذه الزيارة ان ادارة (ترمب) لم تغيير شيء من عقيدتها المنحازة لدولة الاحتلال  والصهيونية حتي بعد خسارة (ترمب) ومغادرتها لبيت الابيض  في اشارة الي ان الجمهور ينهم الحزب الوفي والدائم لاسرائيل والداعم الحقيقي لسياستها ومصالحها بالمنطقة وبقائها الدولة الوحيدة القوية أمنياً وعسكرياً وسياسياً بالمنطقة، لهذا عملت هذه الادارة منذ يومها الاول لتقديم كل دعم سياسي لاسرائيل وخاصة في مجال الصراع واختارت فريق ليبني صفقة سلام احادي اطلق عليها "صفقةالقرن"  لتصفية الصراع مع الفلسطينيين لصالح اسرائيل وحدها، ليس هذا فقط بل اختارت هذه الادارة الاستراتيجية المناسبة لتطبيق كل ما جاء في هذه الصفقة  منذ اعلان (ترمب) القدس عاصمة للكيان وحتي قبل ان ينهي ترمب ولايته ويغادر الي حيث لا رجعة عليالاقل لفترة اربع سنوات قادمة.

زيارة صخبة جدأ بدأت بلقاء ثلاثي في القدس يجمع (نتنياهو) ووزيرخارجىة البحرين السيد عبد اللطيف الزياني و(نتنياهو) لتجسيد اتفاق التطبيع مع البحرين علي الطريق الامريكية التي تريد ان تدخل البحرين في موضوع القدس باعتارها العاصمة الموحدة لاسرائيل، ولهذا الاجتماع ابعاد مهمة ابرزها هذه اول الدول العربية التي تجلس علي طاولة ثلاثية في القدس وليس مكان اخر في اسرائيل دون ربط ذلك بحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

الملفت للنظر ان (بومبيو) اراد خلال هذه الزيارة الصاخبة ان يجسد اعتراف ادارة (ترمب) بالضم الاسرائيلي للارض الفلسطينية بالضفة الغربية المساة ( ج) وهي الخطوة الاولي لذلك وان الولايات المتحدة الان تدعم هذه الخطة اكثر من اي وقت مضي وعلي استعداد ان تعلن اعترافها بالسيادة الاسرائيلية على كافة المستوطنات بالضفة الغربية كاعترافها السابق بالسيادة الاسرائيلية علي هضبة الجولان السوري المحتل الذي اعتبر اعتراف الولايات المتحدة بسيادة اسرائيل عليه اعتراف يحظى باهمية تاريخية خاصة.

ولعل  المغزى العميق لزيارة (بومبيو) لمستوطنة (بيساغعوت) في انها تعتبر في نظره ارض اسرائيلية تماما كالجولان والقدس و المعروف ان مستوطنة (بيساغوت) مقامة علي اراضي المواطنين في (تل طويل) شمال القدس والمطلة وتطل على البيرة ورام الله  التي وتقطع الاتصال الجغرافي المباشر بين رام الله والقدس.

الخطيران (بومبيو) اعلن إنه سيطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة وسمَ البضائع باسم إسرائيل أو منتج إسرائيلي أو صنع في إسرائيل وذلك عند التصديرللولايات المتحدة. 

أكد (بومبيو) على أن التعليمات الجديدة في هذا الشأن تنطبق بشكل أساسي على المنطقة المصنفة (ج) وهي جزء من الضفة الغربية تسيطرعليها إسرائيل بالكامل وتسكنها غالبية من المستوطنين وهذا اوضح انتهاك للقانون الدولي واوضح سلوك امريكي اسرائيلي بعدم الالتزام بالمعاهدات والتفاهمات مع السلطة الفلسطينية عشية اعادة العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.

من هناك من ارض المستوطنات والمغتصبات الصهيونيةعلي ارضنا الفلسطينية هاجم (بومبيو) حركة (BDS)  الدولية التي تناهض الاحتلال الاسرائيلي من خلال حملة دولية لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية القادمة من المستوطنات المقامة علي اراضي المواطنين الفلسطينيين واتهمها بانها منظمة معادية للسامية في اخطر اتهام وتزيف للحقيقة، وان إدارة (ترمب) سوف تتخذ من الاجراءات ما يحد من عمل هذه المنظمة ويقيد حركة اعضائها ونشطائها في امريكا وخارجها وقصد من وراء الهجوم علي (BDS) تشويه عمل  هذه المنظمة الحقوقية والمدافعة عن حقوق الانسان وسياسة التميز العنصري في فلسطين ومحاولة قمعو اسكات كل الاصوات التي تنادي باحترام حقوق الانسان في المناطق المحتلة كما وتحاول توجيه الشارع الامريكي بعدم التعاطي مع مناشداتها وسياسات المنظمة المعادية لاسرائيل، وبالتالي شراء منتجاتا لمستوطنات الاسرائيلية التي سوف توسمها واشنطن بمنتجات صنعت في اسرائيل. 

ولعلي اعتبر ان هذه محاولة بائسة من (بومبيو) اراد من خلالها اضافة المزيد من الصخبلزيارته الاخيرة لدولة الاحتلال لان الجمهور الامريكي بات يعرف بالضبط ما هي المنتجاتالتي تصنع في المستوطنات وبات يميز بين منتجات المستوطنات وغيرها بل ان اسرائيل باتت اكثر قلقا خلال الفترة الاخيرة لنجاح عمل هذه المنظمة في مقاطة كل ما هواسرائيلي حتي الجامعات بالمستوطنات علي الارض الفلسطينية .

نعم انها الزيارة الاخيرة لكنها اخطر زيارة يقوم بها مسؤول امريكي في ادارة (ترمب) لاسرائيل بالمطلق والصاخبة جدا من ناحية التصريحات المعادية للحقوق الفلسطينين ومن ناحية الاصرار علي انتهاك الشرعية الدولية وبنود القانون الدولي الذي مازال بُعرف الارض الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس علي انها ارض محتلة تنطبق عليها اتفاقيات جنيف الرابعة، لم يكن يتصور احد ان يقدم (بومبيو) لاسرائيل اعتراف بسيادتها علي المستوطنات بالضفة الغربية قبل ان تكمل اسرائيل ضم المستوطنات ولم يكن احد يتصور خطورة تصريحاته بخصوص القدس  التي اطلقها  وهو علي ابواب القدس بانه لم يكن يتصور ان نقلالسفارة الامريكية الي القدس كان بهذه السهولة  مع ان البعض حذر بان خطوة من هذا القبيل قد تشعل الحرب في المنطقة لكن هذه الخطوة جلبت السلام وافضت للتوصل لاتفاق سلام بين اسرائيلوثلاث دول عربية كانت تعتبر اسرائيل عدو للعرب .