الْجُرْعَةُ السَّابعَة:
تاريخ النشر : 2020-11-21
بقلم - طه مصعب


لَا شَيْء يَبْقَى كُل شَيءٍ سَيَفنى، كُنْ جَاهِزًا لِفَقَد أَيُّ شَيْءِ ،هَذِهِ الْحَيَاة الصَّغِيرَةِ الَّتِي خَلْقِهَا الله كَالْْقِطَارِ لَا يَتَوَقف أَوْ يَنْتَظِر أحَد، تَقَبل الْأُمُور كَمَا هِي وَكْن مِنَ الصَّابِرِينَ ،قَالَ اللهُ فِي قُرْآنِنَا الْعَظِيمِ فِي:
( سورة لقمان الآيه /١٧ )
{وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } .

قيل:
حدثني حجاج، عن ابن جُرَيج في قوله: ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ) قال: اصبر على ما أصابك من الأذى في ذلك ( إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ ) قال: إن ذلك مما عزم الله عليه من الأمور، يقول: مما أمر الله به من الأمور.

خُذْ الْأُمُور بِلِين وَأُعَبِّر فَوْقَ الْأَزْمَاتِ بِلُطْف ،تَأَكدِ دَائِمًا أَنَّ كُلَّ مَرٍّ سَيُمِرُّ دَوْمًا مَا أَقَوْلٌ وَأَنَا وَسَطُ مُصِيبَةٍ أَوْ حَدَثُ مَتَى يَنتَهي وَعَنْدَمًا يَزول أَرَى أَنَّهُ كَانَ بسيطًا جِدًّا، هكَذَا كُلَّ شَيْء بَسيطِ لِأَبْعَدَ الْحُدودُ إِذَا رَأَيْنَاهُ كَذَلِكَ، مَا أَرْوَعُ الْأَشْخَاصِ السَّلِسِينَ فِي التَّخَلُّصِ مِنَ الصِعَاب وَيَحْمِلُونَ صَبْرًا كبيرًا عَلَيْهَا.

الْيَوْمُ فِي عَمَلِيٍّ حَدَثَ عُطلٌ فِي أحَدِ الْأَجْهِزَةِ فَخَلْفِ مُشَكَّلَة كَبِيرَةِ مِمَّا أَعاقَ عَمَلِ الشَّرِكَةِ كَامِلَةً لَكِن لا تُقْلِقْ يَكْفِي أَنْ يَكُونَ شَخْصٌ وَاحِد يَسْتَطِيعُ التَّصَرُّفُ بِحُنْكَةٍ وَيَقْضِي عَلَى كُلِّ تِلْكَ الْمَشَاكِلِ بِبَسَاطَةٍ ،وَمَاذَا لَوْ كَانَ الْجَمِيعُ قَادِرًا عَلَى تَقَبُّلِ الْأَمْرِ وَالْعَمَلِ بِعَقْلَانِيَّةٍ وَبِسَاطِهِ لإنهاء هَذِهِ العَقبات الَّتِي لَوْ نَظَرَنَا لها بِبِسَاطِهِ لِكَانَ الأمرُ سَهلًا أكثر مِمَّا نَتَصَوَّرُ.
"انَظَرٌ لِلْمُشَكَّلَةِ عَلَى أَنَّهَا غَيْمَةُ مُظْلِمَة وَلَا تُقْلِقْ فَالشَّمْسَ تُشْرِقُ ."