الانتخابات .. هل ستجرى أم سنخضع لاستدراكات جديدة ؟ بقلم : محمـد علوش
تاريخ النشر : 2020-10-15
نافذتي اليوم :

الانتخابات .. هل ستجرى أم سنخضع لاستدراكات جديدة ؟؟
بقلم : محمـد علوش 

في البداية الانتخابات استحقاق وطني وقانوني وقد تأخر إجراءها ثلاثة عشر عاماً – سنوات الانقسام البغيض – حيث أجريت ثاني وآخر انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في العام 2006 وأجريت الانتخابات الرئاسية في العام 2005 ومن حق الشعب الفلسطيني اليوم وبعد كل ما واجهه من ضغوط وتحديات في ظل واقع الانقسام أن يطالب بإجراء الانتخابات العامة لانتخاب ممثليه بطريقة ديمقراطية وعبر صندوق الاقتراع ليشكل ثقافة ديمقراطية وهوية حضارية نحتكم للصندوق باعتبار الانتخابات هي الواجهة الأضمن لإعادة الاعتبار للوحدة السياسية والجغرافية بين محافظات الوطن في جنوبه وشماله ، أو ما تبقى لنا من وطن تنهشه أنياب الاحتلال وغيلان المستوطنين الفاشيين .

حسناً توافق القوى السياسية وفي مقدمتها الحركتين اللتين كانتا سبب الانقسام بسبب عدم تقبل الآخر وغياب الوعي الديمقراطي وعدم القبول بنتائج الانتخابات ، واليوم في ظل توافق جميع الأمناء العاميين للفصائل حول مسألة إجراء الانتخابات وفق نظام التمثيل النسبي الكامل ، وهذا يدعو للدعوة والإصرار بسرعة انجاز كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية وإصدار المرسوم الرئاسي الذي يحدد موعد الانتخابات قبل أن نفاجأ باستدراكات جديدة عهدناها في الفترات السابقة بسبب البيروقراطية المتفشية لدينا وحتى لا نواجه بمواقف مترددة هنا أو هناك ، والذهاب للانتخابات دون أن نتقيد بالانتخابات الأمريكية ونتائجها حيث تعودنا أن نربط تحركاتنا ومصائرنا الوطنية بمصير الآخرين وخاصة الأمريكان !!

إن الانتخابات محطة مهمة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني ومن هنا فالمطلوب أن يكون هناك حواراً وطنياً شاملاً لبحث آليات الوحدة الوطنية الجماعية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية لتكون مطلة جامعة وموحدة للجميع في ائتلاف وطني ديمقراطي عريض يكفل التعددية السياسية والفكرية لكافة ألوان الطيف الفلسطيني .

هناك من يتحدث عن إمكانية تشكيل قائمة انتخابية مشتركة بين حماس وفتح وبتقديري أن هذا ضرب من المستحيل ، بل وضرب من الجنون ، فلكل حركة منهما برنامجها وجمهورها وهناك اختلاف جوهري بين كل منهما ، فكيف تكونان في قائمة واحدة ؟

يمكن أن يشكل نظام التمثيل النسبي تعددية سياسية حقيقة فلا فتح تأخذ الأغلبية ولا حماس ولا غيرها ، بل سيكون حضوراً متفاوتاً وفق الأصوات التي ستحصل عليها كل قائمة من القوائم ، وهناك فرص كبيرة للأحزاب السياسية الأخرى : جبهة النضال الشعبي والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب وفدا وكذلك للجبهة الشعبية إذا قررت المشاركة في الانتخابات فما زال موقفها غير محدد حتى الآن .

أما فيما يتعلق بالمستقلين فهناك فرص سانحة لهم إذا ما تم تشكيل تحالفات مع قوى سياسية أو قوى مجتمعية فربما يشكلون حالة جديدة في المشهد الانتخابي .

المهم أن لا نرى حدة الاستقطاب من جديد وستكون المنافسة ديمقراطية ووفق البرامج الانتخابية لكافة القوائم والناخب الفلسطيني سينتخب بشكل طوعي وحر القائمة الانتخابية التي يرى أنها تمثله وتمثل ما يتطلع إليه .

نأمل أن يكون هناك جدية في الملف الانتخابي وعدم التأجيل كما جرى في مرات سابقة ، فلجنة الانتخابات المركزية أعلنت جاهزيتها لتنظيم العملية الانتخابية وكذلك الاتصالات الدولية متواصلة للضغط على حكومة الاحتلال لـ " السماح " وعدم تعطيل إجراء الانتخابات في القدس المحتلة .

 فقط يجب أن تتوفر الإرادة السياسية والجدية من قبل حركة حماس وحركة فتح والقوى الأخرى لان الانتخابات فرصة تاريخية لطي صفحة سوداء طال انتظار إسقاطها من قبل الشعب الفلسطيني .