هلوسة لميّتٍ في العدم.. بقلم:عطاالله شاهين
تاريخ النشر : 2020-10-15
هلوسة لميّتٍ في العدم.. بقلم:عطاالله شاهين


هلوسة لميّتٍ في العدم..
عطا الله شاهين
يذكر شاب بأنه وجد نفسه في العدم، بعدما تخلى عن الوجود لأسباب لم يفهما، هناك لا حيز له.. لا مكان ينام فيه.. يرى ذاته مسحوقا في فراغ معتم ومطبق، لا أصوات من حوله، ولا نجوم في سماء تلمع، كل ما يراه عتمة، لا زمن هناك يسير.. عقارب ساعته توقفت.. لا حياة هناك.. لا يدري من أين يصله الأكسجين للتنفس، يشعر بأن أحدا ما يمد إليه الأكسجين عبر فمه، هو لا يرى أي شيء، إنما يشعر، وكأن أحدا ما معه في العدم..
ذات عتمة قال في ذاته: لعلني أهلوس هنا، فكيف أراني أعيش في العدم، مع أنني في الوجود كنت ميّتا، فهذه هلوسة ما بعدها هلوسة، لكنني في العدم أحد ما مدّني بالأكسجين كي أظل أتنفس، لكي لا أموت بسرعة، مع أن جسدي ميّت منذ زمن، فهل أنا ميت وأهلوس؟ لربما فماهية العدم عدم، وأنا لم أعِ بقائي في العدم لزمن، لم أعلم متى بدأ ومتى أنتهى، يا لهذه الهلوسة لميّتٍ مثلي، إنها هلوسة فوق عادية لميت في العدم....