لست شمعة.. أنا الآخرين بقلم: روضة زكي
تاريخ النشر : 2020-10-15
لست شمعة.. أنا الآخرين!
فى مجتمعنا يعتاد الجميع على جملة " هى شمعة تحترق من أجل الأخرين"  هل فكر أحدكم لماذا الشمعة مؤنثة؟

هنا المرأه العربية و بخاصة المصرية ، تعتاد على كونها المعطى و ليس الأخذ.. فهى الشمعة ، فهى المُضحية الوحيدة هنا.
رأيت حولى الشموع و هى تحترق و لكن دون أدنى مقابل. شكر مثلاً  أو حتى عرفان بالجميل، بل تحترق الشمعة بلا أى مقابل و حتى يقولون لها:  يا شمعة ألم تحترقى من أجلنا؟ فتجيب : بلى ، فيقولون و ماذا بهذا.. ألم تأتى هنا لكى تحترقى!!!!

تؤخذ المرأه هنا كعبد للزوج و لأبناءها من بعده و أيضاً قد تصبح عبد لأمه و أبيه عندما أقول عبد فأنا أعنيها، الظن بأن زوجة الأبن مكلفة بخدمة أم الزوج فى بلادنا شئ طبيعى و متعارف عليه، و لكن شرعنا الحنيف لم يكلف الزوجة بهذا، و نص الشرع على أنه عندما تكبر والدتك أو والدك فأنت المكلف بخدمتهما و ليس زوجتك، فلماذا نخالف الشرع هكذا؟!! ..

و عندما تخدم المرأة زوجها و أيضاً لا يوجد نص دينى صريح لهذة الخدمة و لكنها من باب المودة بينهما... و إن كان الأصح هى المشاركة بينهما فى أعمال المنزل... فقد يتجاوز الزوج الحد و يكلفها ما ليس بها له طاقة.

و حين يصبح لها أولاد فأنها تقول إن يأكلوا فأنا أكل، و لماذا لا تأكلان كلاكما؟.. شئ غريب أن نجلب للطفل بدلاً من البنطال أثنين و عشرة و لا تجلب الأم لنفسها حذاءاً، فلماذا إذاً؟!

زاد الحد بالشمعة، رأيتها تنهار و تتلاشى مع النيران..
و قد زادت أوجاعها و آلامها و كثر عليها المرض، و رغم هذا لا أحد يرحمها، أو يعطيها حقها المشروع فى الحياة، بأن يكون لها حياتها الخاصة، أن تكون نفسها فقط.
ألا سلمكم الله  ، فأنا أود أن أكون الأخرين، لا الشمعة