الفائدة السلبية وإن عاش الاقتصاد بقلم: جهاد الغول
تاريخ النشر : 2020-10-15
الفائدة السلبية وإن عاش الاقتصاد
#جهاد_الغول

نسمع حاليا في الأخبار عن الفائدة السلبية أو ( السالبة ) , والفائدة السلبية عبارة عن سياسة نقدية تستخدمها البنوك المركزية في حالة الإنكماش الاقتصادي وذلك بتخفيض نسبة الفائدة على الودائع من البنوك إلى ما دون الصفر بمعنى أن تقوم البنوك بدفع المال مقابل الإيداع .
يؤدي الإنكماش الاقتصادي إلى انخفاض الطلب الكلي وزيادة نسبة البطالة , والهدف من خفض نسبة الفائدة إلى ما دون الصفر لجعل الاقتراض أسهل و تحفيز الإستثمار و تدوير الأموال في الأسواق عوضا عن ادخارها وتجميدها. بعض الدول قامت باتباع هذه السياسة مثل سويسرا والسويد واليابان وغيرهم , تدرس انجلترا حاليا هذا الخيار لما تعانيه من أزمة مالية خانقه .
أثرت جائحة كورونا سلبا على الاقتصاد العالمي مثل الركود الاقتصادي وانخفاض الإيرادات المحلية , في حين قامت بعض الحكومات بضبط النفقات ودمج الوزارات لخفض التكاليف والتلويح للحصول على المنح من الدول الكبرى والمنظمات العالمية .
اتخذت بعض الدول آلية الاعتماد على الاحتياطي الأجنبي وتخفيض اسعار الفائدة وتأخير سداد القروض وضخ سيولة في القطاع الخاص .
أيد بعض الخبراء الماليين سياسة الفائدة السلبية لما لها من آثار إيجابية على الاقتصاد المحلي ومنع الإنكماش من خلال توفر السيولة بين الشركات و الأفراد وتنشيط الاستثمار وانتعاش الأسواق , بينما لم يوافق على هذه السياسة البعض الآخر خاصة على المدى الطويل حيث يغرق السوق ب الديون و عدم الادخار من قبل الأفراد مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار المالي والناتج المحلي , أكثر المتضررين من تطبيق الفائدة السلبية هم أصحاب المصالح في القطاع المصرفي لما لها من مخاوف مثل انخفاض هامش الربح عند تخفيض نسبة الفائدة على القروض المقدمة من البنوك و زيادة المخاطر على السداد وتدهور في نسبة رأس المال السهمي .
رفضت هذه الفكرة من قبل الاقتصاديين الإسلاميين واستبدلو مصطلح الفائدة ب المرابحة وهي التي تقوم على مبدأ البيع والشراء لمنتجات وسلع موجوده فعلا وتطبيق الزكاة لتدوير الأموال من الأغنياء إلى الفقراء .
يا ترى من هو وراء هذه اللعبة النقدية ؟ أمريكا ؟ أم صندوق النقد الدولي ؟ أم أنها فعلا حيلة ذكية ؟ هذا ما سنعرفه في قادم الأيام .