أنصاف مفقود!!بقلم: د. يسري عبد الغني
تاريخ النشر : 2020-10-15
أنصاف مفقود!!بقلم: د. يسري عبد الغني


أنصاف مفقود -!!!! بقلم/د.يسري عبد الغني
عندما قام الرئيس المصري الراحل / محمد أنور السادات ، بزيارته التاريخية الى القدس ، وذلك في 19 نوفمبر سنة 1977 م ، وما تلاها من مؤتمر للقمة جمع بين الرئيس الأمريكي السابق / جيمي كارتر ، والرئيس السادات ، ورئيس وزراء إسرائيل / مناحم بيجن ، وذلك في الفترة من 5 إلى 17 سبتمبر 1978 م ، في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية ، ثم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979 م .
ونتيجة لهذه الأحداث كتب بعض الكتاب يقول : ما العيب في أن يذهب الرئيس / أنور السادات إلى تل أبيب ؟ ، وما المانع في أن يجلس مع الإسرائيليين ؟ ، وفي أن يصالحهم ويعقد معهم معاهدة أو اتفاقية للسلام ؟ ، الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عقد اتفاقية مع اليهود ومع المشركين ، والخليفة الثاني / عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) فاوض الرومان ، ووقع اتفاقية سلام مع حكام بيت المقدس في فلسطين ، وصلاح الدين الأيوبي بطل حطين فاوض وسالم الصليبين ..
نعم ، كل ذلك وارد وثابت في التاريخ ، ولكن من الإجحاف وعدم الإنصاف هذا التشبيه ، لأن لكل شخصية ظروفها الخاصة بها ، وسماتها النفسية التي تميزها عن غيرها ، كما أن لكل عصر ظروفه وملابساته .
ونذكر هنا أنه بعد حرب 1973 م عقد مجلس الشعب المصري جلسة خاصة لتكريم مدينة السويس المصرية من أجل كفاحها وصمودها ضد الغزو الإسرائيلي ، نذكر أن أحد أعضاء مجلس الشعب المصري وقف يلقي خطبة عصماء شبه فيها ما فعله أهل السويس المصرية بما فعله الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه ( رضوان الله عليهم ) في غزوة الأحزاب ( الخندق ) ، بل تمادى الخطيب ليشبه السيدة / جيهان السادات ( حرم رئيس الجمهورية ) بأنها مثل السيدة / خديجة ( رضي الله عنها ) زوجة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والتي أيدته وساندته ووقفت بجواره من أجل نشر الدعوة الإسلامية ..
وبالطبع هذه المقارنة غير علمية ، وتبعد كل البعد عن المنطق السليم ، والرؤية التاريخية الصائبة ، وذلك لأن لكل حدث تاريخي ظروفه الخاصة به ، ومن المستحيل أن تتشابه الوقائع التاريخية بأي حال من الأحوال .