الشاعرة منجية حاجي..تحتفي بمولودها الشعري الخلاّق"أجراس..على وجه المدينة"
تاريخ النشر : 2020-10-03
الشاعرة التونسية المتميزة منجية حاجي..تحتفي بمولودها الشعري الخلاّق"أجراس..على وجه المدينة"

وصلني-اليوم- عبر البريد السريع،في زمن الجوائح والآفات،ديوان ” أجراس..على وجه المدينة ” للصديقة الشاعرة التونسية المتميزة،خلقا،أخلاقا وإبداعا وهّاجا لا تخطئ العين نوره وإشعاعه منجية حاجي.
وهذا هو -مولودها الإبداعي الأوّل-، وقد تشرّف الناقد التونسي القدير الأستاذ البشير الجلجلي بتقديمه.
و” أجراس..على وجه المدينة ” هو من إصدارات منشورات دار الإتحاد للنشر والتوزيع بتونس.ووقع في 109 صفحات من الحجم المتوسط،ويشتمل على 41 قصيدة،صمم غلافه ماهر بن عبدالله بنعمار.وتهديه إلى ”الرّوح الخالدة بين جوانحها..روح والداها-رحمه الله-..وإلى أمها الحب الأبدي وأيضا إلى أولادها أحمد،أسامة،أسماء ومرام..رحلة عمر لا تنتهي..ثم أخيرا إلى شعراء العالم بذرة خير دائم.."
ويتصدر الديوان قصيدة ” همسة أولى ” وينتهي بقصيدة ”ليت الحلم ينصفهم“.
قصائد الديوان عاطفية ووجدانية فيها لهب الحنين وزخم الحياة،تتسم بالجمالية التعبيرية والرونق التصويري الوصفي وتدفق الكلام السلس والمعاني الشفافة الصادقة.
وشاعرتنا المتألقة-منجية حاجي- تكتفي بالقليل الواضح من أساليب البلاغة،بالسجع وموسيقى الحروف،وتأتي قصيدتها هادئة سلسة عفوية متدفقة نابضة بالمشاعر الجياشة،ويطغى عليها حرارة العاطفة،والخيال الشعري،والالفاظ الرقيقة الناعمة والصور الشعرية الجميلة..
إنها تطربنا بعزف أناملها،وتبدع بحروفها المتناغمة صورًا تحيكها وتغزلها وترسمها على دفاتر روحها بدقة السبك وجمال الايقاع ورقة الإحساس،وتنثر كلماتها كحبات اللؤلؤ مجتمعة في نصوص رهيفة دافئة سهلة التعبير وعذبة المعاني..
فلنقرأ من أجواء الديوان :
"همسة أولى"
نسجت له القريض
بماء شعري
غزلت له ما غزلت
ليشربَ من إعصاري "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
"همسة ثانية"
يخطني إشتياقي/وأظلّ أغني/أحبّ الآن أكثر/وأخطّك بفتر قلبي المعطّر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
"همسة ثالثة"
رسمت كلّ الحدود/إلا حدّك/اجتاز خرائط الصّمت/كن كما شئت/نرجسيا/مكانيا/ولكن.../لن أترك لك زمني/فااحبّ طقوس أخرى...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
"همسة رابعة"
الطّيف الذي لم يزرني.../أعرفه جيّدا/ويعرفني/لم نلتق/إنما/أخبر عنّا الغياب...
كلمات واخلاجات لم تكن من" فراغ"وإنما تنم عن ميلاد شاعرة قادمة على مهل وديوانها هذا حتما ستزدان به المكتبة الشعرية في تونس.
ولنا عودة إلى هذا المولود الإبداعي الجميل عبر مقاربة مستفيضة..

تقديم الناقد التونسي محمد المحسن