"قصاصة الورق التي انتزعت من الانجيل ..لي"
تاريخ النشر : 2020-09-26
"قصاصة الورق التي انتزعت من الانجيل ..لي"


"قصاصة الورق التي انتزعت من الانجيل ..لي" 25-9- 2020
بقلم : حمدي فراج
ما هي الصفة التي يمكن اطلاقها على زعيم يعقد اتفاقية "سلام" مع عدو أمته ، بما تمثل من تاريخ سحيق ووطن عابر للقارات في أجمل بقاع الكوكب ، يختزن في جوفه خيرات تعم على دول العالم قاطبة ، وتعداد سكاني بمئات الملايين بثقافات ومشارب وايديولوجيات متعددة ومتنوعة . وهل تستطيع المليارات التي يمكن ان يربحها ان تسد الهوة التي فتحها بين شعبه وبقية شعوب الامة ، او على الاقل بين شعبه وبين الشعب الفلسطيني المتضرر الاساسي جراء تلك العلاقة .
نحن هنا لا نتحدث عن فلسطين القضية العادلة التي تقف في صف عدالتها كل شعوب الارض ، ولا عن الظلم التاريخي الذي تعرض له شعبها خلال القرن الاخير ، والذي لو استطاعت "اسرائيل" التي وقعتم معها السلام ان تبيده او تفنيه عن وحه الارض لما ترددت ، بل ان المجازر التي ارتكبتها في الطريق نحو الابادة تكاد تغطي ايام السنة كلها ، فكيف وقعتم معها "السلام" وهي ماتزال متلبسة بجريمتها الكبرى وهي احتلال الارض والشعب الذي يفترض انه شقيقكم ، ابناؤه ابناؤكم وبناته بناتكم .
وبالمناسبة ، فإن بعض الاوساط الفلسطينية ، ذهبت الى محاولة تفهم موقفكم المستنكر ، بعض هذا البعض حاول تفسيره بأنكم لربما تكونوا مكرهين ، وبعض البعض نادى بأهمية عدم التعرض لرموزكم السيادية التي تحت يافطتها بررتم لأنفسكم هذا الجنوح .
قبل أيام قالت الاخبار انكم أجريتم مباحثات مع هذا الكيان لمد خط انابيب نفط برية وبحرية ، وعند هذا الامر يجب التوقف مليا ، من أن قوة الكيان العسكرتارية تجعلكم تخطئون في انها صاحبة الحق ، تماما كما هي كثرة أموالكم تجعلكم اقوياء ، وبها تستطيعون شراء كل شيء ، فالاخلاق والمباديء على سبيل المثال لا يمكن شراءها من السوبرماركت . عليكم الادراك ان ارض الكيان هي ارض فلسطينية ، احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية والتكالب الدولي والتآمر الاخوي ، وان اي محاولة للاستثمار فيها انما هي مشاركة في احتلالها او دعم محتليها ، وقد تجدون من يقولون انتم اولا واخيرا احرار في ان تقيموا علاقات مع من تشاؤون وان تناموا في حضن اعدائكم وان تحضروا دعاة وشيوخ وتستحضروا فتاوى من السماء لمباركة صنائعكم وتبييض سوادكم ، لا بأس ، لكن اياكم ان تمسوا ارضنا وبحرنا حتى ولو بزراعة شجرة ، وهو كلام لم تستطع السلطة ولا المنظمة ولا الامناء العامين قوله ، لكن الشاعر محمود درويش قاله قبل ان يموت ، وسيعيش – قوله - أكثر بكثير مما سيعيش اغنى اغنيائكم ، وأطول بكثير مما تتخيلون ، ولسوف يجعلكم مجبرون على التفريق بين من مسّح جوخكم وبين الدرويش الذي اوقفكم عند سائله المنوي ، ولسوف تتذكرون : هذا البحر لي / هذا الرصيف وما عليْهِ من خطاي وسائلي المنويٌ....لي / وآية الكرسيٌ ، والمفتاح ....لي / والباب والحرٌاس والأجراس ....لي / وقصاصة الورقِ التي انتزِعتْ من الإنجيل... لي / والملْح من أثر الدموع على جدار البيت.... لي .