فارس الليل بقلم: باسله الصبيحي
تاريخ النشر : 2020-09-24
فارس الليل بقلم: باسله الصبيحي


فارس الليل/ بقلم الشاعرة والكاتبة الفلسطينية "باسله الصبيحي"
الشهداء هم السفينة التي تأخذنا إلى بر الأمان السفينة التي تشق طريقها عبر صحراء الأيام هم أكرمنا واتقانا عند الباري العزيز المقتدر أفئدة البلاد نبض الأرض روح الوطن ضياء الأمل تتجلى المعاني و تنقبض الكلمات يفوح عطر الدماء من جسد الشعور فنقف بحيرة عما نكتب ونصف بطولة شجاعة مروءة كرم قوة سخاء في العطاء كلها كلمات ممتدة من خلف الحدود لتصل إلى بلد العز والفخار الوطن الغالي الذين ضحى من أجله الصغار والكبار نقف عند زاوية لننطلق إلى مدنه وبلداته أحيائه و شوارعه من المنفى لوطني سلام من قلب يبحث عن الأمل به والأمان من المنفى أرسل تعابير من نفس مكلومة بوطنها وبكل الأشياء تتجول أرواحنا في الوطن الذي نشتاق دون أن نراه نعرفه معرفة الولد لأمه وشوق الأم لولدها الذي باعدت فيما بينهما الأقدار المستوطنون في الديار ونحن غرباء في المنفى شهداءنا سجلوا أسماؤهم في محفل التاريخ لنظل نقرأ بوجداننا ما فعلوا لأجل الأرض ومن أجلنا نابلس المدينة حي الياسمينة سأقص عليكم حكاية كتبت بأبجدية الدم لفرسان الليل صورهم تطل عليها وعلى كل فلسطين من نافذة السماء على جدران المنازل في كل بيت تحكى قصصهم الخيالية التي لا تمس للواقع بشيء سوى بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون أذاقوا المحتل الويلات لم تهدأ نفوسهم ولم تقر عيونهم يوما لم يعيشوا كما نحن حياة طبيعية بل كانوا في ملاحقات دائمة ظلت لسنوات ولم تتوقف حتى الأن فرسان الليل هو المجموعة التي أعطت درس اليقين لعدونا إننا لم نسلم ولم نهدأ ولن نستكين هذا وعدهم وهذا ما كانوا عليه اسس مجموعة فرسان الليل البطل المقدام نايف أبو شرخ وكان معه من الأبطال الذين تنحني لهم الهامات من هؤلاء الأبطال الذي بعد أيام قليلة ستكون ذكرى استشهاده وهو فارس الوطن بطل نابلس رحيق حي الياسمينة فادي قفيشه مهندس العبوات الناسفة أبن حارة السمرا في نابلس الحرة وضعه الاحتلال على قائمة المطلوبين منذ بداية ظهوره تعرض أكثر من مرة لمحاولات اغتيال وهذا بعد إن أصيب في طلقة بظهره أثناء مشاركته في المظاهرات وهو في عمر12عاما وبعدها وهو في عمر 15من عمره اعتقل بعد اتهامه بحيازة السلاح وتم الأفراج عنه بعد اتفاقية اوسلو في عام 1994 أكمل طريقه بعد خروجه من الاعتقال وأنضم إلى مجموعة فرسان الليل وكان أحد تلاميذ القائد البطل نايف أبو شرخ فقد قفيشه صوابه بعد سماع نبأ استشهاد القائد نايف أبو شرخ حاول أن يخرج من البيت الذي كان يتوارى به عن عيون الاحتلال والجواسيس ولكن منع من أهل البيت وفي لحظة خروجه قرر الانتقام لقائده قام بالتجهيز لتنفيذ عملية استشهادية نفذتها الشهيدة زينب أبو سالم في القدس المحتلة مما أسفر إلى مقتل ثلاثة جنود من قطيع الاحتلال .
وتجهيز عملية أخرى التي نفذها شاب خليلي بتفجير عبوة ناسفة في مستوطنة قدوميم قرب قلقيلية أدت إلى مصرع أربعة مستوطنين ... الياسمينة تفوح بعطر شهداء الليل و فرسانه حارة الياسمينة شاهدة على بطولته وهي مسرحه وتذكر كل زاوية عما فعل في أبناء اليهودية -قتل جندي من قطيع الاحتلال يدعى (إبراهيم)في شارع 24بعد أن وضع بداخل الألية العسكرية مواد متفجرة تسجل المواقف بأحداثها ولكن أي رهبة عندما أقف عند تصور مثل هذا المشهد فعل ما فعله وسكب المواد المتفجرة وقع مسدسه لم يهرب لم يتراجع لم يقل حقق انتصار بما فعل وكفى بل عاد وتناول مسدسه من على الأرض -هل ظل على الأرض رجالات بمثلهم ؟! لأجل الوطن عودوا و سجلوا مواقف نقف وإياكم و أجيالنا أمامها بكل جرأة وفخر ..... الشهيد المقدام لم يحتوي جسده شظية بل شظايا لم تقتله رصاصة بل اخترقت جسده عدة رصاصات ولم يمت لذا تعددت اصاباته التي نذكر منها . -في عملية السور الواقي -في شارع حطين في مدينة نابلس القديمة -انفجرت عبوة ناسفة كانت بين يديه مما أدى على بتر ثلاثة من أصابعه وتأثير سمعه وبصره -اشتبك في حارة الياسمينة مع الوحدات الخاصة الصهيونية بعدما سمع خبر إصابة صديقه الملقب بالمحجوب .
بترت يده اليمنى وتناثرت الشظايا في جسده على أثر هذا الاشتباك لمدة أشهر تحت العلاج انه بطل من المقام الرفيع أبن نابلس جبل النار في حارة الياسمينة أيضا عند محمص الخليلي كانت المنطقة في حالة تأهب أطلق الجندي عليه الرصاص فتلقتها عنه بندقيته هنا يكون السلاح وفي لصاحبه .....وهذا يحدث فقط مع الأحرار العجوز والياسمينة والحارة و البلدة القديمة وكل من أحبه من رفاقه وقفت العجوز على أن لا يخرج من البيت ويظل حتى الصباح على إنها تقول المنطقة ليست أمنة لن تخرج وافق دون الرضا فالأحرار دوما لا يحركهم سوى دمهم والشعور لمواجهة الواقع بالرغم من بشاعته و بؤسه ذهب رفاقه للمكان الذي كان يجب عليهم المبيت به وهو في محيط مدرسة عادل زعيتر لحظة وصولهم تم محاصرة المكان من قبل قطعان الاحتلال و الاشتباك معهم حتى استشهدوا وهم نادر الأسود و ملهم أبو جميلة وهاني العقاد على الأرض كانوا فرسان و حلقوا إلى ربهم أبطال . الشهيد الذي اشترى تمور العزاء وكتب وصيته التي أوصى فيها بدفنه بجوار صديقه سامر عكوب . قال فارس الوطن في وصيته "هذه وصيتي أنا فادي قفيشه أبن فلسطين " نابلس جبل النار لا ترموا السلاح من بعدي وابقوا على عهد الشهداء الشرفاء وأرجوا من الجميع إن يسامحوني وأنا فخور بنفسي بما فعلته لوطني ونحن أبناء شعبك في الشتات والمهجر نفخر و نعتز و نكبر بك ستبقى أنت وكل الشهداء منارة و شعلة تضيء الدرب أمامنا
بقلم الشاعرة والكاتبة الفلسطينية/ باسله الصبيحي