بين التطبيع والحماية والوصاية بقلم د. سعيد عياد
تاريخ النشر : 2020-09-23
بين التطبيع والحماية والوصاية بقلم د. سعيد عياد


بين التطبيع والحماية والوصاية/ بقلم د. سعيد عياد

   عند تفكيك اصطلاح تطبيع لغويا ومعرفيا فإن دلالة الاصطلاح إيجابية... فالتطبيع يكون بعد حالة توتر في العلاقات، ويكون على أساس النّد والتكافؤ السياسي والاقتصادي والغايات العليا.. لكن ما يجري في المنطقة هو ليس هذا الهدف فلا تكافؤ بين الأطراف لصالح الكيان الإسرائيلي، والدليل على ذلك رفض حكومة الاحتلال تزويد الإمارات بالطائرات الحربية، في المقابل تفاوضها على مد خط لنقل النفط عبر الأراضي السعودية وصولا إلى البحر المتوسط على ساحل فلسطين مما يوفر لحكومة الاحتلال مئات ملايين الدولارات سنويا، وسيكون هذا الخط بديلا عن مرور بواخر النفط عبر قناة السويس، وهذا هدف خفي للمساس بالاقتصاد المصري لإرغام الشعب المصري على الخضوع وإفشال مقاومته للتطبيع المتواصلة منذ أربعين عاما.

   ما يجري هو استعادة قاعدة قديمة  تتمثل في فرض الحماية والوصاية. حماية أنظمة  بعض دول الخليج مقابل فرض الوصاية. ولنتذكر ثورة البحرين الكبرى قبل سنوات فعلى  إثر ذلك  طلب حكام الخليج الحماية بعد أن فشلوا في إخماد الحراك الشعبي في دول عديدة وصار في حجورهم. طلبوا حمايتهم من شعوبهم مقابل فرض الوصاية السياسية والاقتصادية وهذا ما عبر عنه الرئيس الأمريكي ترامب حينما قال : إما أن تكون الدول قوية وتحمي نفسها أو تدفع مقابل حمايتها... وما تهديد إيران سوى فزاعة..

من هنا وبتكثيف القول: الاصطلاح الملائم لوصف ما يجري ليس التطبيع بل فرض الحماية والوصاية