إذاعة الوطن.. كلمة صادقة ورسالة شعب بقلم : حمزة حماد
تاريخ النشر : 2020-09-23
إذاعة الوطن.. كلمة صادقة ورسالة شعب بقلم : حمزة حماد


منذ انطلاق إذاعة الوطن للإعلام لم نعهد لها يوما أن خرجت عن الحديث الصادق والتعبير عن هموم الناس، إضافة للتعريف بالمواطنة وطرح القضايا المصيرية التي تهم كل انسان فلسطيني يعيش على أرضه.

تطل علينا إذاعة الوطن في كل يوم بنهوض إعلامي جديد قضايا جديدة بهدف نشر الوعي، ومناقشة القضايا التي يعاني منها الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بممارسات الاحتلال الإسرائيلي والانقسام الداخلي، كيف لا وهي من تبنت رسالة الوحدة الوطنية في كافة محطاتها الانتقالية
وبرامجها الإذاعية المميزة والمختلفة، إضافة لكوكبة الإعلاميين الذين التحقوا فيها وما زالوا نحو تسليط الضوء على ما يهدد هوية ووجود الإنسان الفلسطيني جراء المناكفات السياسية الداخلية والمعاناة التي يشهدها المواطن المسحوق نتيجة غياب الدور المسؤول لدى صناع القرار،
ومراعاة الجانب التنويري على صعيد المجتمع من أجل خلق بيئة إجتماعية خالية من الأفكار الهدامة والتفاعل المشرق.


كما استطاعت إذاعة الوطن بإمكانياتها المتواضعة ورغم منع دخول معدات عمل تطور من أدائها بشكل أكبر بسبب الحصار المفروض منذ 14 عاما إلا أنها تصر على تقديم نفسها نموذجا للوسيلة الإعلامية ذات الطابع المهني والموضوعي في سبيل تحقيق أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها
وتحديدا فيما يتعلق بحياة المجتمع وفضح جرائم الإحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني بأسره، لا سيما أنها تعرضت للاستهداف لأكثر من مرة، وللاختراقات الأمنية الإسرائيلية في محاولة للتشويش على صوتها الوطني المشهود والذي يدعم صوت المواطن في كل الظروف والأزمان، ومحاولة
لوقف النداء الوحدوي للكل الفلسطيني.

في الحقيقة رحبت إذاعة الوطن والتي تأخذ من اسمها الصفة المميزة (الوطنية) في أن يكون منبرها ذات صدر رحب للإستماع لكافة المواقف السياسية والمجتمعية من أجل تعزيز ثقافة الحوار والبناء على قاعدة أن الاختلاف لا يفسد للود قضية. فكيف ننسى أنها صاحبة المبادرات الإعلامية
من خلال تسخير جهدها في كشف زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي بالتشارك مع المؤسسات والإذاعات الإعلامية المحلية، حيث ساهمت كثيرا في نشر الرسالة الوطنية الموحدة تحديدا في المناسبات والأحداث التي يراعى أهمية الصوت الموحد في إحيائها والذكريات الوطنية مثل قضية النكبة
وإحياء حق العودة واللاجئين ويوم الأرض، والجروح العميقة في ذاكرة شعبنا الفلسطيني مثل مجزرة صبرا وشاتيلا، ودير ياسين وغيرها.

ربما الجانب السياسي أثر وبشكل كبير على الرسالة لمؤسساتنا الإعلامية نتيجة الانقسام الداخلي والمناكفات المختلفة، خاصة وأن أغلب تلك المؤسسات الإعلامية تخضع للتأطير الحزبي، إلا أن ما يميز إذاعة الوطن أنها ما زالت متمسكة بمبادئها التي أعلنتها منذ لحظ انطلاقها
في ترسيخ الصوت الوحدوي، وتمثيل الصوت الحقيقي لإرادة المجتمع، وتعزيز القيم الوطنية والمجتمعية.

والمتابع للواقع الإعلامي الفلسطيني يلاحظ وبشكل كبير أن إذاعة وطن لم تتعامل مع مجمل القضايا من منظور حزبي ضيق، بل إنما تأتي على نفسها في كثير من الظروف من أجل الصالح العام، بل كثيرا ما يشار إليها من العاملين بالحقل الإعلامي بأنها مهتمة بالشأن والرأي العام
الذي يخدم تطوير المجتمع والنهوض بواقعه.

فمن يستمع إلى صوت الوطن للإعلام خلال هذه الآونة يجد حالة من التنويع الحقيقي في برامجها الإذاعية، فمنها من يناقش قضايا المجتمع، وما بين المواطن والمسؤول، وقضايا الشباب، وقضايا المرأة، ناهيكم عن الجانب الترفيهي والتسلية؛ وهذا ما يحتاجه مجتمعنا الفلسطيني
وما يجب تعزيزه في ظل حالة التضييق التي يعيشها جراء الحصار الإسرائيلي، والانقسام الداخلي وذلك نحو صحوة مجتمعية إيجابية.

صحفي من غزة، وأمين سر التجمع الإعلامي الديمقراطي في قطاع غزة.