في ليلة ماطرة بقلم: أ.خالد الزبون
تاريخ النشر : 2020-09-22
في ليلة ماطرة  بقلم: أ.خالد الزبون


في ليلة ماطرة..

حبات المطر التي كانت تهطل بغزارة يصاحبها شرارة برق يتبعها هدير الرعد وكأن انفجارا يعلو صوته يهز المكان دفعني إلى مقهى لاستراحة شاي ساخن بنكهة عربية وعلى صوت التلفاز حيث نشرة اخبار الثانية عشرة بعد منتصف الليل ،،في السودان يفيض نهر النيل وتشريد الآلاف وغرق منازل وفي العراق انفجار وموت وفي اليمن وليبيا يكثر العويل والصياح وفي بلاد الياسمين وطن على شكل الفردوس ما زال صامدا رغم الرياح العاتية فيه الشرف والعفة وروح الانتماء لتاريخ كان يسمى يوما تاريخ العرب وعلى شواطئ أوروبا جثث تحملها الأمواج للمشردين عن اوطانهم والذين يبحثون عن الطمأنينة فيتفاجؤون بالموت ينتظرهم، ويعلو صوت مقدم الأخبار من المتوسط إلى الخليج وطن كبير كسيف مثلوم وقارئ فنجان مهزوم يبيع الجهل
والوهم والمرض ويسرق الفرح والأمل والفكر والحب والحياة والابتسامة والحلم ينام على قارعة الطريق من القهر والبرد فقد ماتت الأوطان وتفرقت الخطوط وظهرت تجاعيد الزمن وشاخت النجوم والأقمار المخضبة بالسراب فتبعثرت اوراق الخريف
وغيوم الشتاء وبقايا الروح والقلب الصامت الذي تتصاعد الآمه واحزانه وبؤسه وشقائه وحسراته وشوقه إلى طرقات الربيع الذي تزهر شمسه ويشرق اصيله وينحت مع كل موجة و اسراب السنونو العائدة وحبات الرمل ورمضاء الصحراء لوحة أمانينا في
ضمير البدر ودموع الثكالى وبشائر مع قارئ يتلو الذكر الحكيم وبائع الزهور يتردد صدى صوته احلام الفقير وفلاح الحقل وورثة الأنبياء ووطن عربي سيعود كما كان وسيبقى...