السيناريو القادم بقلم: نضال أحمد جودة
تاريخ النشر : 2020-09-22
السيناريو القادم:
שלום
سلام
Peace
بهذه الكلمات الثلاث اصبحت اسرائيل جزء من العالم العربي، والقرار الذي عَولت عليه القيادات الفلسطينية كافة في الداخل والخارج وانتظرهُ المجتمع الفلسطيني واعتبروه انتصاراً للقضية الفلسطينية أضحى سراباً وانتهي امرهُ بانتهاء جامعة الدول العربية.
الخطوة القادمة:
استبدال جامعة الدول العربية وإحلال بدلاً منها مجلس اتحاد الدول الشرق اوسطية، وإسرائيل ستكون عضواً فيه لأنها جزء من العالم العربي، وستقدم فرصة للفلسطينيين على أن يكونوا جزءً من الاتحاد الجديد الناشيء، وسوف يرفض الفلسطينيين، وستموت الفرصة كما ماتت الفرص التي سبقتها وندمَ على موتها الأجيال المتعاقبة. حتى الفرصة الحقيقية
السلطة الفلسطينية ومكوناتها كافة: مجلس وزراء، مطار غزة الدولي، جواز السفر الفلسطيني، المنهاج التعليمي الفلسطيني جميع ما سبق شكل نواةً لدولة ناشئة، وجميع ما سبق تم إعدامه والإجهاز عليه بفضل الأنانية الحزبية، وإنكار الآخر.
القيادات الفلسطينية كافة:
مع تعاقب الأحداث المتسلرعة، لقد خضتم السلم والحرب، وعشتم حالة من المفاوضات ورحلة من التفاهمات، وحياة مدنية اعتبرتموها تنسيق تارة، وتكتيك تارة اخرى، وامتد الخلاف فيما بينكم وظهرت قيادات جديدة في كل من قطر والإمارات.
يا أيها السادة من القيادات الفلسطينية كافة سواء اتفقوا او اختلفتوا فلن تغيروا من الامر شيئاً، مصر صاغت الاتفاقيات مع اسرائيل والأردن كذلك وكنتم في عز مجدكم ووحدتكم، بعيداً عن الصراعات التي بينكم سواء الداخلية _الداخلية او الداخلية_الخارجية، المجتمع الفلسطيني الآن بحاجة إلى قرار، فإن الوقت متسارع بصورة جنونية ويطوي الأيام وكأنها ساعات احتضار.
يجب على التنظيمات الفلسطينية ان تكون صادقة وصريحة مع الشعب وكشف الحقيقة له، وليس من العيب ولا العار ان يعترف الانسان بفشلهِ، فيحسب لكم خوضكم المعارك ويسجل لكم انجازاتكم الحياتية، ولكن الامور الآن فاقت قدراتكم وامكانياتكم، والامور تجاه الجميع آخذه في التطور، فيجب ان تفكروا في الأجيال الحاضرة واحتياجاتهم حتى تورثوا الأجيال القادمة اقل شيء العزة والانتماء، فالدعم سوف يتوقف بصورة تدريجية، وسوف يغدق المجتمع برمته في حالة من الفقر والأمراض من خلال نظرية هندسة الجهل، وعليكم ان تستثمروا في الانسان وتعملوا على تأهيلهُ والتعزيز من الكادر البشري الفلسطيني فهو رأس المال الحقيقي. والابتعاد عن النعرات الحزبية اليائسة وتمجيد الماضي وتقديس من رحلوا.
اعملوا على إعادة الثقة فيما بينكم وبين افراد المجتمع كافة، فقد تستغني الدول عن سلاحها للحفاظ على النسيج المجتمعي، (روسيا والتعايش السلمي)، وقد تتنازل الدول عن أموالها للحفاظ على النسيج المجتمعي ، (اليابان ومعاهدة بوستدام) ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تتنازل الدول او تستغني عن الثقة فيما بين السائل والمسؤول اي الحكومة والشعب.
انتهى عهد الخطابات والمناظرات وصناعة الاستراتيجيات، نحن بحاجة إلى قرار جريء الآن، عودوا إلى الشعب (التنظيمات والأحزاب والفصائل والتيارات الفلسطينية) واشركوه في صناعة القرار المصيري القادم.
بقلم/ نضال أحمد جودة