التغيير الجذري - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-09-20
التغيير الجذري - ميسون كحيل


التغيير الجذري

إن كنت فلسطينياً حقيقياً فلن تكون إلا إذا كنت تؤمن بالتاريخ ، وبالعاصفة، وبشهداء الثورة الفلسطينية، وبكل مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني بدءاً من الانطلاقة إلى عودة المقاتلين والمناضلين إلى فلسطين مروراً بضياع نصف فلسطين عام 1967، ومعركة الكرامة والأحداث المؤسفة في عمان، وتكملة الأحداث في جرش، والخروج من الأردن إلى لبنان إلى الخروج منها بعد عدد من الإستهدافات العربية للتواجد الفلسطيني في لبنان والمتمثلة بالحرب الأهلية بالوكالة وحصار تل الزعتر والاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني واستمراره حتى وصل إلى بيروت، وما لحق بعد ذلك من حروب و حصار طرابلس وحرب المخيمات! وفي صورة واضحة كانت تعبر دائماً عن المؤامرة والاستهداف الحقيقي للثورة الفلسطينية! وطبعاً لا بد أن نذكر هنا نوعية خاصة نفتقدها الآن من قيادات ومقاتلي الفصائل الفلسطينية الذين سطروا مع فتح أروع البطولات. ومن هذا المنطلق يجب أن نعترف بأن الحالة الفلسطينية الآن بحاجة إلى العودة للجذور وإعادة رسم خريطة جديدة للعملية الوطنية والنضالية إذ لا يجوز مع التغيير الحاصل في شكل العالم الدولي والعربي البقاء والاستمرار على الشكل النضالي الفلسطيني ذاته وبغض النظر على أنه فشل أو تم إفشاله؛ فالظروف تتطلب تغيير شكل ونهج وتكوين السياسة الفلسطينية، وطريقة عمل الدبلوماسية الفلسطينية التي غابت رغم الانتشار الكبير لسفارات دولة فلسطين في شتى دول العالم. ولا شك أن عنوان المرحلة القادمة المتصدر للتطورات والظروف والمعطيات في فهم الفلسطينيين أنهم وحدهم وأن المحافظين على العهد من العرب قد لا تتوفر القدرة والإمكانيات لهم للوقوف معهم ومساندتهم على النحو المطلوب بسبب مجموعة من الضغوطات المتنوعة والمختلفة التي سيواجهونها عربياً وأمريكياً! لذا يستوجب على الفلسطينيين خلط الأوراق وإعادة ترتيبها من جديد، وإفساح المجال لعودة أصحاب الخبرة النضالية الأمنية والسياسية والدبلوماسية ممن تم الاستغناء عنهم أو تغييبهم وتهميشهم؛ إذ لا يعقل أن تغيب بعض الشخصيات الفلسطينية السياسية والدبلوماسية عن المشهد العربي والدولي على حساب (أطفال سياسة) و (ستات دبلوماسية)! ما أدى إلى حالة من التجميد والركود السياسي والدبلوماسي في الخارج، 
أما على المستوى الداخلي فقد بات واضحاً افتقاد المنظومة الأمنية والعسكرية للخبرات والكفاءات بحيث أصبح الفلسطينيون في الحصول على المعلومات واكتشاف الألاعيب مثل الزوج المخدوع (أخر من يعلم!) . وفي ذات السياق؛ فقد توافقت مسارات العمل السياسي مع شخصيات هذه المسارات وهي الدوران في نفس الدائرة دون تقدم وبلا تغيير ملموس ليحفظ الناس شكل الوجوه والجمل والعبارات ذاتها التي تخرج على ألسنتهم! وأما الفصائل ولا حرج فقد غادرت أماكن ثقة الجماهير بها شكلاً و مضموناً ونوعاً وشخوصاً دون أن تفكر أيضاً في تغيير نمط عملها الوطني أو ضخ دماء جديدة واستراتيجيات مواجهة فعلية تخترق حدود المكان!
لذا على الفلسطينيين و مع الاستراتيجيات العربية المرسومة لها بالقلم والمسطرة ، ومع ملامح المؤامرة الأمريكية التي تجاوزت قرارات الشرعية الدولية وتمكنها من تغييب معظم دول العالم مثل ما تسمى روسيا الصامتة! أو الصين المشغولة! أو حتى دول الاتحاد الأوروبي الذي بات استمراره أمر مشكوك فيه، ويجب أن يدركوا تماماً بأنهم أمام تسونامي سياسي يستهدف قضيتهم ومشروعهم الوطني بشكل مختلف عن الإستهدافات السابقة التي طالتهم منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، وعليه فإن المطلوب منهم الآن ضرورة اتخاذ خطوات وقرارات مؤثرة تتضمن تغيير في شكل المواجهة، وتبدأ بالسبل الكفيلة لإعادة ثقة الناس في المنظومة السياسية والدبلوماسية والأمنية، واستبدال ملحوظ ومميز وفاعل لنوعية الأفراد في المطبخ الفلسطيني ولا ضير من الاعتراف بالخطأ في استبعاد عدد لا بأس به من القيادات الفلسطينية المؤثرة، وخاصة في الساحة الدولية مع ضرورة اللجوء لمن هو قادر على العمل من جديد طالما أنه يمتلك رؤية سياسية وعلاقات مؤثرة. وبمعنى أصح وأدق فإن الوضع الفلسطيني الآن بجميع أركانه و مكوناته وأشكاله وفي ظل التحديات وضرورة ومتطلبات النهوض بحاجة إلى التغيير الجذري.

كاتم الصوت: ضرورة البحث في أوراق محفوظة بالأدراج لأسماء شخصيات قادرة على التأثير في الحقل السياسي والدبلوماسي خارجياً و داخلياً.

كلام في سرك: تكرار الكلام بعلم الشطار! وحدة، انهاء انقسام، شراكة، فصائل، منظمة، مجرد كلمات والعيب في الأفراد!

ملاحظة: الانتظار لا يفيد، ترامب مقبل على فترة رئاسية جديدة رغم كذبة الطرد المسموم.