الوضحويّة القرويّة بقلم: حسين أحمد سليم
تاريخ النشر : 2020-09-20
الوضحويّة القرويّة بقلم: حسين أحمد سليم


الوضحويّة القرويّة
مهداة إلى من لا يشبهها إلاّ هي

بقلم: حسين أحمد سليم
باحث و مهندس فنّان عربي من لبنان


سبحان من براكِ كمالاً و شكلاً و جمالاً و روحًا و نفسًا و وجدانًا و فكرًا و عقلاً و قلبًا و فِتنةً و إغراءً و إغواءً...

و الحمد لله الّذي تجلّت عظمته في بدائع صنع عظمتك، و تراءت وحدته في وحدة كينونتكِ... يا من أتيتِ من رحم أمّكِ حوّاء، و إختزلتِ في رِفعةِ مناقبكِ جميع النّساء، رُغم أنّكِ من طينة النّساء، إلاّ أنّكِ لا تشبهين النّساء، إلاّ في الشّكل على السّواءْ...

فجمالك صعقني، أذهلتني فتنتك، خاشعا، جثوت بين يديك في محراب حبّك، أقيم صلواتي، أرتّل عشقي، أغنّي بشاراتي، أعزف قصائدي، أترنّم بمزاميري في حضرتك، أيّتها الفاتنة الوضحويّة الرّيفيّة القرويّة...

وشاحكِ شملة الحرير، و الشّراريب المنمنمة عند أطرافها، و العصبة الخضراء لجبينكِ، تاجكِ العنفوانيّ، و الطّرحة البيضاء ديثاركِ، و الكحل الحجريّ لطرفكِ، و قرطا الألماس حليّ شحمةَ أذنيكِ، و الوشم الجميل ساحر عند الذّقن، و الخذامى الفضّيّة في الأنف، و الليرات الذّهبيّة، تتراقص أوسمة على الجبين، و جدائل الشّعر على الأكتاف، أنسام الأثير، و العباءة السّوداء، المطرّزة بأطياف قزحية، تتماهى بالألوان على هامتكِ، و السّروال الأبيض الفضفاض، المكشكش سعة بالورود عند القدمينِ، و رونق الحذاء، لوحة جمال، تشكيل حبيبتي، الوضحويّة الرّيفيّةِ القرويّة...

تتماهين في دروب قريتي و كأنّك البدر السّاطع في قبّة السّماء معلّقا، يتماهى مزدانًا، حوله النّجوم، تتراقص فرحا، تحفّ به حبّا، تتحلّق به عشقا...

و على ذمّتي، أنت بدري في دجى الليل، و نجمة فجري القدريّة، يا حلوتي البدويّة الوضحويّة الرّيفيّةِ القرويّة...

ذهلت عن نفسي، للجمال الصّارخ، يتجلّى وضّاءً، تتلألأ الأشياء، إنعكاس وجهك المشرق حبيبتي، أيّتها الوضحويّة الرّيفيّةِ القرويّة...

أطيل النّظر بك، قدّك الرّيّان، أملودا، ممشوق القوام، أهيم و لها، تبدّدين أحزان نفسي، تنعشين روحي، بأنوار وجهك البدريّ، أيّتها الغجريّة الوضحويّة الرّيفيّةِ القرويّة...

نظرات عينيك الحالمتين، تحمليني بعيدا، يخفق قلبي، أوتار شرايينه، تعزف حبّك العظيم، حبيبتي الوضحويّة الرّيفيّةِ القرويّة...

وجداني، ضميري، يكرز بإسمك، يغنّيك طربا، أيّتها البقاعيّة البعلبكيّة الوضحويّة الرّيفيّةِ القرويّة...

يا فاتنة الجمال، تناديك نفسي، تناغيك روحي، يا أروع من الشّمس البهيّة، يا أفتن من أنوار البدر النّقيّة، يا حبيبتي البقاعيّة البعلبكيّة الوضحويّة الرّيفيّةِ القرويّة...

وضحويّتي البقاعيّة البعلبكيّة الرّيفيّة القرويّة، فتنتك أسرت لبّي، تتألّقين، أسطع من الكواكب السّماويّة، نضارتك، أرقّ من البراعم الطّريّة، حمرة وجهك، أفتن من الورود الجوريّة، يا حبيبتي القرويّة...

أنت زهرة الحبّ، أشفّ من الأزهار النّديّة، أنت بنفسجتي، أمتع من أزهار البنفسج الحييّة، أنت زنبقتي، أنقى من الزّنابق النّاصعة السّحريّة، أنت ربيعي، أبهى من جمال الرّبيع الهنيّة، أنت فاتنتي، و مفاتنك مذهلة غنيّة، أنت حبّي أيّتها القرويّة، أنت عشقي أيّتها الرّيفيّة، أنت حبيبتي التّقيّة، وضحويّتي المؤمنة النّقيّة، يا مليكة الحبّ و العشق والمودّة و الرّحمة، من خربة فعرة الشُمّ الأبيّة، هديّة الله لقمّة الشّموخ العنفوانيّة، لمن شفيعه الطّائع وليّ التّقوى في رحاب رشادة النّبيّ، يا عروس البقاع البهيّة و أميرة التّاريخ البعلبكيّة...