مهارات الهروب إلى الأمام وانعكاساتها السلبية !!!ترامب ونتنياهو مثالاً بقلم :د.غسان عبد الله
تاريخ النشر : 2020-09-20
مهارات الهروب الى الامام  وانعكاساتها السلبية !!!ترامب ونتنياهو مثالا
    بقلم :د.غسان عبد الله /القدس
     [email protected]

يتساءل  الكثيرون عن سر التناغم المتصاعد بين شخصيتي رئيس الويلات المتحدة الامريكية دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو .

أسهل تفسير قديم جديد لهذه العلاقة القائمة بينهما هو الالتزام بنهج الاستراتيجية الامريكية الداعم لاسرائيل ومنذ القدم ، دوام تمسك الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في توظيف استراتيجية الخوف ( قريبا سيصدر كتاب للكاتب حول هذا الامر) في محاولة لترسيخ ألاعتقاد الخاطىء بأن القوة تحقق الامن والسلام وليس السلام الذي يحقق ألاستقرار . لكن أيضا هناك ثمة عوامل شخصية مشتركة بين الشخصين ، تتمثل في : -

·       حالة الفشل الذريع لهما في مواجهة تحديات مجتمعيهما ، سواء الاقتصادية ( تنامي نسبة البطالة والفقر ) أو الصحية ( فشل مواجهة حائحة كورونا فعليا ،حسبما تشير المعطيات الاحصائية في البلدين .

اذ ليس اعتباطا القول ان سمة الفوضى  ،التخبط وتغليب المصالح السياسية على متطلبات مواجهة جائحة كورونا بنجاعة اكبر ، كان هذا واضحا من خلال سياسة المواجهة المتبعة من ترامب ونتنياهو .

·       تعدد شبهات الفساد التي تلاحقهما( تعرض ترمب ، ولا يزال لعدة محاولات هدفت الى عزله بتهم الفساد والتخبط ألأاداري) ، وكذلك الحال بالنسبة الى نتنياهو ( السير في اجراءات  محاكمته بتهم فساد متنوعة لدرجة ان ألمستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية مندلبيت كان قد صرح في انه يفكر في الاعلان عن عدم أهلية نتنياهو للاستمرار في الحكم  )

·       ضحالة ، ان لم يكن الجهل الكبير ليس فقط في تاريخ وثقافات شعوب المنطقة ، بل وايضا تجارب التحالفات السياسية في المنطقة وفشلها كما أثبت التاريخ .

·       ألسمة الشخصية لكل منهما والمتمثلة في التباهي ، الغرور، الكذب و القدرة على التمثيل المصطنع ، وذلك من خلال سلوكهما  العلني ألارعن عبر شاشات الاعلام وتبني الاعتقاد بأن كل من يخالفني فهو عدو لي .

·       كلاهما ، يعملان لمصالح فردية شخصية بدليل أن نتنايه ، الذي يبحث عن مهرب له كي لا يتم تقديمه للمحاكمة بتهم الفساد الموجهة له ،  لم يصطحب معه الى واشنطن، أي شخصية سياسية أخرى حتى من حزبه الحاكم ، لحضور حفل توقيع اتفاقيتي العار والتطبيع بين دويلة الامارات العربية ومهلكة البحرين ، ولم يطلع أي منهما  اعضاء حكومته على بنود وحتى مضامين هذه الاتفاقيات المبرمة بين هذه الاطراف  لغاية يوم التوقيع 15/3/2020 حسبما افادت المصادر الاعلامية الاسرائيلية . ولا يفوتنا هنا الاشارة الى ثلاث حالات فشل ذريع مني بها نتنياهو في ثلاث جولات انتخابية سابقة ، اذ لم يتمكن من تشكيل حكومة وفق طموحاته الشخصية اولا والحزبية ثانيا .

وكذلك الحال لدى ترامب  الذي يريد توظيفها لصاح حملته الاعلامية للانتخابات الرئاسية ، لا سيما ان ألتنافس على أشده مع مرشح الحزب الديمقراطي ، لدرجة أنه اعلن بانه ستكون هناك احتفالات توقيع مماثلة مع اربع دول عربية ( مستخدما لهجة التهديدوالوعيد)أخرى قبل اجراء الانتخابات الامريكية.

كلاهما يبحثان عن تحقيق انتصار وانجاز نوعي في نظر كل منهما ، وذلك للافلات من المستقبل القاتم الذي قد ياتي .   

 أما بخصوص ابرز انعكاسات هذه المسرحية البهلوانية ، اسرائيليا : تكمن في

-        اضفاء شرعنة جديدة للتوسع الاستيطاني بدليل أن نتنياهو قد أعلن عن الموافقة على خطة لبناء ما يزيد عن تسعمائة وحدة استيطانية جديدة في غلاف القدس الجنوبي( مستوطنة افرات )

-        تحويل جيش  اسرائيل الى جيش مرتزقة يقوم على حماية دويلات التطبيع في حالة تعرضها لاي اعتداء ايراني مقابل الاستثمارات الاقتصادية الكبيرة مع وفي اسرائيل . اذ لم يخفي نتنياهو جشعه المادي من وراء مثل هذا التطبيع المزعوم وليصل الى عالم الرياضة ،حيث دعا رئيس مكابي بيتار رجال اعمال اماراتيين للتباحث في امكانية  الاستثمار في  فريقه الرياضي ، ومؤخرا مطالبة نتنياهو حكومة  البحرين  في المساهمة من تخفيف حدة الفقر في اسرائيل من خلال برامج اجتماعية معينة ، وكذلك مطلبته ب 100 مليار دولار من السعودية كحق لليهود منذ بدايات الدعوة الاسلامية ( قد يكون هذا من باب الضغط والتهديد ، كي تسير المملكة العربية السعودية في ركب التطبيع الخياني !!!).

-        محاولة الخروج من مازق محكمة الجنايات الدولية وتاثير المقاطعة الاوروبية لاسرائيل ، وذلك من خلال ارسال رسالة واضحة للاتحاد الاوروبي تتمثل في" انظروا كيف بدأ العرب بالسير معنا ، فلماذا تتخذون انتم هذا الموقف من اسرائيل" ، طبعا وتامل اسرائيل في نيل دعم هذه الحكومات العربية في أروقة محكمة الجنايات الدولية .

ملخص القول ، كل ما جرى من احتفالات توقيع اتفاقيات التطبيع المذل ، وما تبع ذلك من قرارات معيبة وافعال يندى لها الجبين ، لم ولن تتعدى شكل المهرجانات اعمال السيرك البهلوانية ، اذ ان ثقتنا بالشعوب العربية وحركات التحرر فيها ، ومن ضمنها الشعبين الاماراتي والبحريني، ثقة كبيرة و يثبت لاحقا صدق المثل ألشعبي " تمخض الجبل فولد فأرا " وليس أكثر