خيانة مُلتحفة بما يُسمى التطبيع بقلم الأسير: وليم الريماوي
تاريخ النشر : 2020-09-20
خيانة مُلتحفة بما يُسمى التطبيع                                               
لا يراودني أدنى شك في خيانة البعض من القادة العرب، هؤلاء ممن يدعون مساندة الشعب الفلسطيني، ومناصرة قضيته - القضية الفلسطينية بصفتها التمثيليّة كقضية العرب الاولى، هذه حقيقة لم ولن تنتهي لانها مبنية على الحقيقة، فكل ما بُني على أسس الحقيقة باق وها هي القضية الفلسطينية باقية وستبقى للابد.

إن عملية التطبيع هذه ما هي إلا تأكيد من المُطبعين  على مصداقية وصدق إدعاء الكيان الصهيوني بأحقيّة الارض وعدم أحقيتنا كفلسطينين بها، الى جانب إنارة الضوء الأخضر للمحتل وإعطائه كامل الشرعية في الإستفراد بالشعب الفلسطيني الأعزل، وممارسة أبشع ما يمكن ممارسته بحق البشرية على مر التاريخ مُتجسدا ذلك بقمع الأسرى خلال الإعلان عن الإتفاقين في السجون الاسرائيلية وقمع الشعب الفلسطيني، فما أقدمت عليه الإمارات والبحرين بفعل توجهات وقناعات قادتها ما هو إلا تنكر للحقوق الفلسطينيّة وخيانة كبرى بحق الديانات الاسلاميّة والمسيحيّة وبث الانشقاق ما بين الدول العربية، فالتطبيع طعنة في خاصرة القضيّة الفلسطينيّة وخيانة لها في وضح النهار وعلى مرآى ومسمع العالم أجمع بالتالي التخلي عن الشعب الفلسطيني وتركه وحيداً ينزف في ساحة المعركة بعدما أوقعته إصابات غدرهم.

حقيقة إننا كنا متوقعين أن يتخلى عنا بعض القادة العرب لكن ما لم نكن نتوقعه هو أن يتخلوا عن مبادئهم وأخلاقهم وقيمهم وعروبتهم، لكن كما شهدنا هؤلاء هانت عليهم أنفسهم فمن الطبيعي أن يَهن عليهم الآخر، لم نكن نريد منكم إلا أن تتقوا الله بنا وبقضيتنا التي هي من المفروض أن تكون قضيتكم يا من تدعون تمثيل الإسلام وعروبته، ويا من تدعون الشرف والمروءة وهما أبرياء منكم، فأنتم خير وأفضل من خان غدر.... خير من كذب وتنازل .... وخير من تراجع وانهزم، لكن نحن شعب رغم خيانتكم وطعنكم لنا لم ولن تزيدنا هذه الخيانه المستترة بستار الواقعية الا التأكيد لأنفسنا والجميع أننا سنبقى ونظل المتقدمين في معركة الدفاع عن كرامة العرب وعروبتهم التي هانت عليكم، وسنبقى صامدين ثابتين متجذرين في هذه الأرض، فإما أن نعيش على هذه الأرض ونحيا حياة كريمة برجولة وإما ان نموت من دونها، فتلك مفاهيم ومصطلحات غادرتم قاموسها فأصبح صعب عليكم فهمها ولا يفهمها إلا من كان شقيق لنا بكل معنى الكلمة.

أخيراً من عاش بوجهين مات لا وجه له، نرجوا من الله أن لا يكونوا كُثر.

بقلم الأسير: وليم الريماوي