ذات مساء بقلم:أ.خالد الزبون
تاريخ النشر : 2020-09-20
ذات مساء بقلم:أ.خالد الزبون


ذات مساء
التجأت إلى مقهى للأختباء من حبات المطر التي كانت تهطل بغزارة يصاحبها شرارة برق يتبعها هدير الرعد وكأن انفجارا يعلو صوته يهز المكان ويدعو إلى استراحة شاي ساخن بنكهة عربية وعلى صوت التلفاز حيث نشرة اخبار الثانية عشرة بعد منتصف الليل في السودان يفيض نهر النيل وتشريد الآلاف وغرق منازل وفي العراق موت وانفجار وفي اليمن وليبيا يكثر العويل والنياح والصياح وفي سوريا وطن على شكل الفردوس ما زال صامدا رغم الرياح العاتية فيه الشرف والعفة وروح الانتماء
لتاريخ كان يسمى يوما تاريخ العرب، ويعلو صوت مقدم الأخبار من المتوسط إلى الخليج وطن كبير كسيف مثلوم وقارئ فنجان مهزوم يبيع الجهل والوهم والمرض ويسرق الفرح والأمل والفكر والحب والحياة والابتسامة والحلم ينام على قارعة الطريق
من القهر والبرد فقد ماتت الأوطان وتفرقت الخطوط وظهرت تجاعيد الزمن وشاخت النجوم والأقمار المخضبة بالسراب فتبعثرت اوراق الخريف وغيوم الشتاء والروح والقلب الصامت الذي تتصاعد الآمه واحزانه وبؤسه وشقائه وحسراته وشوقه إلى
طرقات الربيع الذي تزهر شمسه وتخضر اغصانه ويشرق اصيله وينحت مع كل موجة ومع اسراب السنونو العائدة وحبات الرمل ورمضاء الصحراء لوحة أمانينا في ضمير البدر ودموع الثكالى وبشائر مع قارئ يتلو الذكر الحكيم وبائع الزهور يتردد صدى صوته احلام الفقير وفلاح الحقل وورثة الأنبياء ووطن عربي سيعود كما كان وسيبقى...