جبهة عربية ضد التطبيع والإحتلال والفاشية بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
تاريخ النشر : 2020-09-20
جبهة عربية ضد التطبيع والإحتلال والفاشية بقلم : ثائر محمد حنني الشولي


جبهة عربية ضد التطبيع والإحتلال والفاشية
في ضوء ما يشهده النظام العربي الرسمي من إنهيار وإنحطاط وهبوط نحو الدرك الأسفل في كل المناحي القيمية والأخلاقية والسياسية والفكرية والثقافية وعلى نحو بات مقزز تجلت اّخر فصوله بمشهد الإنبطاح المعيب والمهين لعدد من الحكام المتكرشين ممن يلبسون الثوب العربي القديم تحت نعال رجالات الموساد الصهيوني ويطلق عليهم جزافاً قادة وحكام وهم في حقيقة الأمر لا يمثلون إلا أنفسهم المريضة التي سولت لهم الإرتماء في الحضن الصهيوأمريكي بغية حماية عروشهم المتهالكة بفعل وعي جماهير الأمة التي أدركت مؤخراً أن حكام العديد من الأقطار العربية ليسوا سوى حلقة في الثالوث المعادي للأمة العربية وضد نهوضها وتحررها (الإمبريالية – الصهيونية – الرجعية العربية) , وإن عديد الحكومات العربية تمت زراعتها بالتوازي مع زراعة الكيان الصهيوني السرطاني في الجسد العربي من قبل المخابرات الغربية بهدف الحفاظ على المصالح الإستعمارية الكبرى في المنطقة والحرص على ديمومة المشاريع التقسيمية والتفتيتية (سايكس بيكو- سان ريمو ) التي أريد من خلالها حرف مسار الأمة عن تحقيق حضورها الفاعل والمميز والرائد بين الأمم مكانها الطبيعي الذي يليق بأمة الرسالة الخالدة.
إن النظام العربي الرجعي الذي تاّمر على القطر العراقي الشقيق في العام 1991م وشارك في الحرب الكونية التي شنت عليه بهدف تدميره وتعطيل مسيرة البناء والتطور فيه لما كان يمثله هذا القطر العزيز من عمق قومي للأمن العربي الإستراتيجي, ومظلة لكل الأحرار والثائرين في الوطن العربي وفي المقدمة منها ثورة الشعب العربي الفلسطيني التي إحتضنها وأمدها بكل مقومات ومستلزمات الصمود والتحدي في وجه كل المشاريع التصفوية التي إستهدفت القضية المركزية لكل العرب – فلسطين – ..مع كل أسف هو ذات النظام الرجعي الذي يقود الاّن فصول التطبيع والبغاء مع الكيان العنصري الفاشي الصهيوني على طريق تصفية القضية الفلسطينية إنسجاماً مع خطة سيدهم القابع في البيت الأبيض الأمريكي والمسماة صفقة القرن التي شرعنت الأرض والسماء والبحر والمقدسات الفلسطينية لصالح الكيان الإستعماري الإستيطاني الإسرائيلي , وتعاملت مع حق الشعب الفلسطيني كقضية حياتية معيشية بعيداً عن حقوقه الوطنية والقومية والتاريخية وحقه في تقريرالمصير وإقامة دولته المستقلة , وكذلك حق لاجئيه في العودة الى ديارهم ومساكنهم التي هجروا منها قسراً ,إضافة لحقوق أسر الشهداء والجرحى المعاقين والأسرى في غياهب السجن وحقهم الأكيد وفق القانون الإنساني بملاحقة مجرمي الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي العنصري وضرورة تقديم جنرالات الجيش الصهيوني لمحكمة الجنايات الدولية .
وفي السياق ونحن نرى هرولة المطبعين العرب وهم يساقون كالقطيع نحو الحظيرة التي إختارها لهم أسيادهم في المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وفي الزمان والمكان المناسبين للإجهاز تماماً على القضية الفلسطينية والإعتراف بإسرائيل الكبرى وحقها في الوجود على كامل الأراضي العربية الفلسطينية, بل والتمدد في الوطن العربي نزولاً عند الأطماع الصهيونية الحقيقية في إقامة مملكتهم المزعومة من النيل الى الفرات . وعليه فقد بات واضحاً وجلياً تفرد النظام الرجعي في المشهد العربي بالتوازي مع التفرد الأمريكي الصهيوني على المستوى العالمي وإنحسار القوى الشعبية والثورية العربية وتحديداً بعد غزو العراق وإجتثاث حزب البعث العربي الإشتراكي الذي شكل طيلة عقود مضت طليعة القوى التقدمية والثورية في العالم العربي وفي الذود عن حياض وكرامة الأمة والتصدي لكل المؤامرات والمشاريع التصفوية , وكذلك ما شهدته الساحة الدولية من تراجع القطبية الدولية بعد تفكك الإتحاد السوفيتي وإنشغال الصين بالتنمية الإقتصادية الخاصة بها بعيداً عن تعقيدات السياسة الدولية بحيث تركت الباب واسعاً لسطوة النظام الأمبريالي الصهيوني وهيمنته على العالم أجمع , مما يدعونا للعمل وفق ما نراه على الأرض من معطيات تكاد تبتلع الأخضر واليابس ولم تبقي معها أي بصيص أمل في تحقيق الأمن والإستقرار والإزدهار لأجيالنا وأبنائنا , وبات معها مستقبلنا ومستقبل أمتنا العربية في خطر شديد تتقاذفها الأطماع الصهيونية والأمريكية والروسية والفارسية والتركية , حتى بلاد الحبشة باتت تستهر بأمننا وحقوقنا غير اّبهة لجيوش عربية كرتونية لا تساوي شيئاً في معادلة الأمن الدولي . وعليه فقد بات لزاماً على كل الشرفاء والأحرار في أمتنا العربية الإصطفاف كالبنيان المرصوص وتشبيك الأيادي النظيفة والعمل على تشكيل جبهة عربية عريضة من كافة الأحزاب والقوى الوطنية والقومية والإسلامية والتقدمية والإشتراكية في مواجهة جبهة التطبيع والخيانة والإحتلال والإستعمار والفاشية على طريق كبح جماح الخونة ووضع حد لحالة الإنحطاط المقيتة والمذلة للنظام العربي الرجعي وهرولته نحو خدمة المخابرات الصهيونية وأهدافها الخبيثة في الوطن العربي , والإنتصار لحقوق الشعب العربي الفلسطيني بعد معاناة طالت لأكثر من سبعين عاماً من القهر والقمع والتعذيب والقتل والتهجير والحبس والحصار والتجويع ...جبهة عربية عريضة نحو تحرير فلسطين وكافة الأراضي العربية المحتلة , ونحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف , ونحو التأسيس للدولة العربية الديمقراطية الإشتراكية الواحدة من المحيط الى الخليج ..الدولة القادرة على صون أمن أبنائها ومواطنيها وتكفل العيش بسلام ورخاء وعدل لكل ساكنيها من أبناء العروبة الغيارى.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
أيلول - 2020