ما خفي أعظم بقلم:أ.عائد زقوت
تاريخ النشر : 2020-09-18
ما خفي أعظم بقلم:أ.عائد زقوت


ما خفي اعظم،،،،،، 

بقلم أ عائد زقوت 

بدايةً أُسجل احترامي وعرفاني لكل نقطة دمٍ سالت من اجل تحرير فلسطين،ولكل آهات الجرحى وأنّات الأسرى فليس لمثلي أن يُطاولَ من تقدموا الصفوف.

وأيضاً أُسجل بكل فخرٍ وامتنان تقديري لمجهودات الفصائل الفلسطينية المقاتلة كافةً لما يبذلوه من جهدٍ لتعظيم قدراتهم العسكرية والقتالية .

فمنذ أن أذاعت فضائية الجزيرة الفيلم الوثائقي "ما خفي أعظم" فقد تدافع أصحاب الأقلام والرأي لقراءة الرسائل والدلالات التي حملها العرض الوثائقى. فأخذت بقلمي لأخط به ما قرأته، ولكنّي آثرت الإمساك عن الكتابة واكتفيتُ بما خطه أصحاب الرأي والتحليل الذّين أكنُّ لهم كل تقدير لمساهمتهم الفاعلة للارتقاء بمهمة التنوير للعقول.

لكنِّي عدلت وعدت مرة أخرى للكتابة لما اسشعرته من خطورة السِّجال الذي دار بين الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط المتعددة حين أُريدَ للتأصيل أن السفينتين قد عثرت عليهما البحرية الفلسطينية سابقا. وهنا اود أن أضع بعضاً من النقاط على الحروف كي نقرأَ العرضَ قراءةً موضوعيةً مبنيةً على التأصيلِ العلمي.

*__ عرفنا من قراءتنا للتاريخ أن السفينتين غَرِقَتا أو أًغْرِقَتا عام 1917م ،أي ان مسألة السفينتين ليس بجديدةٍ إلا على من لا يقرأُ التاريخ.

*__ لقد خضعت فلسطين للاحتلال البريطاني فور انتهاء الحرب العالمية الأولى ومن ثم للاحتلال الصهيوني عام1948م وكان ساحل المتوسط تحت سيطرتهما،فهل عجزت هذه القوة الغاشمة بكل ما تملك من مقدرات حديثة على انتشالهما.

*__ إن تعظيم قدرة وحدة الضفادع البشرية في غزة مستنداً إلى الديموغاجية ودغدغدة العواطف يثير علامة استفهام.

*__ لقد سجلت القوة البحرية للسلطة الفلسطينية عثورها على تلك السفينتين سابقا وعرضت دليلها في حينه، وهنا أسجل أيضاً أنني ولا غيري نملك دليلاً على جودة وصلاحية المعدات الموجودة على متنهما.

*__ إن الشارع الفلسطيني ليس بحديث عهدٍ عن قصة السفينتين فقد تداولها خطباء الجمعة على المنابر وكذلك عبر حوار الأزقة والحواري عما قذفه البحر من سلاح قديم يرجع إلى زمن البريطانيين وهذا يعني بالضرورة معرفة العدو بأمرهما، وذلك بعد انتهاء عدوان 2014م .

*__ إن مداخلات الشخصيات المستضافة في الفيلم أوضحت بشكل لا يقبل التأويل على أن ما خفي أعظم تم اعداده منذ فترة بعيده، وهذا يعني أن امراً ما قد طرأ عجَّلَ بعرض الفيلم الوثائقي دون مونتاجٍ جديد ليتوافق مع الفترة التي تم العرض فيها.

وتأسيساً على ماسبق هل راعى معدو الفيلم الوثائقي ما يلي:_

# تزامن عرض الفيلم مع حوار الفصائل الفلسطينية من أجل الخروج برؤية تنأى بنا عن حالة التشردم والتهافت العربي للاحتماء بامريكا واسرائيل.

#الوساطة المصرية القائمة الآن لاحراز تقدم في صفقة الافراج عن الأسرى وقد أشار الفيلم لتواطئ مصر مع العدو لحصار سلاح غزه.

# هل رأى معدو الفيلم في الدور الذي قام به العمادي في الجولة الأخيرة بديلا عن الدور المصري فكان العرض.

# هل أرادو من وراء هذا العرض في هذه المرحلة استدعاءاً للمواجهة العسكرية مع العدو ، لتهئية المُناخ لتطبيق صفقة القرن، مع التذكير بأن التطبيع القطري بدا منذ العام 1996م .

إنَ الحالة التي تمر بها الأمة العربية والاسلامية من تشرذمٍ وضعفٍ وانحلالٍ وتيهٍ، انعكس بالضرورة على القضية الفلسطينية فحريٌّ بنا نحن الفلسطينين أن نأخذ بأسباب النصر فهي واضحة كالشمس في ضحاها.

فالتفريط في أسباب النصر لم يجلبْ ولن يجلبْ سوى الهزيمة.

فنحن أمة ذات منهج رباني دعانا الى اعمال العقل والبناء على الحقائق لا على الأحلام والمنامات والتأليف والتضليل لتحقيق اهدافٍ ضئيلةٌ مهما علت في نظر اصحابها أمام فلسطين، ألا يكفينا ما عشناه من القاءٍ للعدو طعاما للسمك، ام للرئيس الذي صلى خلفه الرسول، أم لتعظيم قدرة العراق وصولاً لضجيج القوة الايرانية، فهذه الأساليب قد تقادم عهدها فالغايات النبيلة لا تبرر الوسيلة، فالنجاح عمليةٌ تراكمية تراكبية تأتي غالباً بعد مئات المحاولات الفاشلة ،والاحباطات والتضحيات على مدار سنواتٍ طويلة ،ولن يبدأ النجاح وينتهي عند أحد بعينه كائناً من كان.
"فلا داعٍ لما ليس له داع"

"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
قلم ا . عائد زقوت