شامخون فى زمن الانهيار بقلم د. سميرة حلس
تاريخ النشر : 2020-09-18
شامخون فى زمن الانهيار بقلم د. سميرة حلس


بقلم د. سميرة حلس 

  شامخون فى زمن الانهيار

الحرب و السلام يبدا من فلسطين و ينتهى فى فلسطين

حمى التطبيع العربي  و تهافت سقوط مشايخ النفط فى شباك الكيان لحفظ حكمهم المتهالك بدعوى مواجهه الخطر الإيرانى  يصب فى صندوق  الانتخابات  الأمريكية  داعما لترامب  و يعطى  طوق نجاة لن تن يا هو فى مواجهه الفساد بتتويج الكيان الصهيوني  على رأس تحالف سنى جديد   ..

فعلى مدار العقود السابقه كان الإنسان الفلسطينى رأس حربه و طليعة الامه العربيه  و الاسلامبه فى معركه الحريه و الاستقلال. ....

كنزنا الفلسطيني  يتمثل فى أننا أصحاب حق و متجذرون فى ارضنا ، تعدادنا 14 مليون  حسب الاحصائيات  الرسمية و 25 مليون  حسب الاحصائيات  الغير رسمية من الإنسان  و المال و العلم و التفكير و الإبداع لكن مشتتين.

كايونات  متناثرة لأن النواة الأم فى فلسطين  منقسمة و أصيبت فى مقتل ، و أن لم تجتمع تلك الأيونات ستتطاير بعيدا و ستلتصق  بانويه أخرى  و تتكيف رويدا رويدا و تبتعد حتى تنسى النواة الأم .

على مدار عشرات السنوات الماضية كان هناك نحو مليون مدرس فلسطيني ينتشرون علي كل الاراضي العربية ويبدعون في صناعة جيل عربي متمسك بقوميته والتزامه نحو فلسطين ..تغير الزمن بتغير الظروف والاحداث الكبري التي عصفت بالمنطقة وتغيرت وسائل التلقين والتأثير في الشعوب والاجيال الناشئة ولم تقفز مكونات الثورة الفلسطينية للتعايش مع الحداثة المفروضة ولم تستثمر فيها بشكل ايجابي وجل ما عرفته عن التطور ووسائل التواصل الاجتماعي هو استغلالها للردح الداخلي وتشويه الآخر واهمال مطلق لمخاطر الكبان الصهيوني على الآخرين .

فلا يوجد اى  تنظيم فلسطيني يملك قاعدة بيانات السجل المدني لكيان الاحتلال والبلدان الاصلية التي قدموا منها ، في حين تمتلك اسرائيل ليس سجلاتنا المدنية فحسب داخل فلسطين ، بل يحرص الموساد علي جلبها من خلال برتوكلات امنية مع أغلب دول العالم ، بل يمتلكوا المهن والتوزيع واشياء اخرى في حين نمتلك نحن جيوش الكترونية للشتائم والمسخ وتقليل احترامنا لانفسنا واحترام الاخرين لنا ؟!

عملية اكراه الجيل الفلسطيني والجيل العربي الناشيء علي تقبل حقائق تحاربها وسائل عصرية ذات تأثير مرعب هي عملية فاشلة سوف ينتج عنها صورة عكسية فلا يمكن لبعض الكتب اليتيمة والادبيات الحبيسة في النشرات التنظيمية ان تجابه الانتاج الاعلامي وصناعة الوهم الذي يملأ العالم ويزيف كل شيء ومن ضمنه القضية الفلسطينية وتاريخها .

فمن فتره سابقه تعرضت قضيتنا لمخاطر التشكيك في الحقيقة الفلسطينية وجعلها مثاراً للجدل في مواجهة الرواية الصهيونية ، و كان الفعل الفلسطيني معطل منشغل في الحفاظ علي العيش في فقاعة الماضي واستحلاء دور الضحية في عالم بلا احساس ولا اخلاق ولا عواطف .

و حبن نتطرق لذلك تدور اسطوانة الامكانيات وتلحق بها متلازمة التسول والمخصصات والمساعدات والتبرعات التي اصبحت تسيطر علي تنظيمات تاريخية وتنظيمات مستحدثة .

فنحن اصبحنا كمن ينتظر ان يجني ثمار من اشجار الغير

ولا يزرع شجره ....وسرعان ما نبكي ونصرخ في اشياء كثيرة تنسل من أيدينا ونصر علي رفض الاعتراف بالزمان والمكان ومناقشة ما يصلح له من اسلوب وادوات ، ليس المطلوب تغيير المضمون ولكنه الاداة والأسلوب وضيق التفكير ومنهج العند واغماض العين ومعاقرة الأوهام وتصوير الفشل علي انه انتصار .

الامكانيات موجودة في الانسان الفلسطيني واستقلاله وايمانه المطلق بعدالة قضيته ومرونته وتطوره ليكون ابن الزمان والمكان مترسخ بجذور معمدة بالدم ، لكنه عدم احترام الذات وتفرق الرأي والجدل الداخلي الذي أعطي فرصة لمنّ يبللون فراشهم ليلاً ليزرعوا الشك في تاريخ ما زال الشهود عليه احياء ! فكيف ان ماتوا ولم يتبقي منهم احد ؟!

ان لم نتطور في الاسلوب والمنهج والاداء وترتيب الأوليات لن تقوم لنا قائمة ،

الحقيقة التي نتجنب الاقرار بها هي أننا نتيه في داخلنا منذ سنوات ، خلافاتنا تتسع ، احترامنا لبعضنا يكاد ينعدم فكيف نطالب الأخرين بما لا نمارسه.،

مشكلتنا في بضع تنظيمات وتكتلات ابتلعت فلسطين لصالج احزابها ،  اصبحنا نُنعت بالمتسولين ويعايرنا كل حافي بما منّ ويشترط فيما نتوسل ، وتلك حقيقة لا يراها الا ضرير وعاجز ولن يجني في مستقبله اكثر من الفتات الذي يُلقي اليه ..

 فالمتسولون لا يمتلكون رفاهية  الاختيار .

استمرار تصدير ازماتنا سيزيد من فرط رتقها وصفحات التاريخ تمتليء بالأمم التي فاقتنا عدداً وامكانيات واندثرت لجمودها وتخلف قادة مركبها واستحلائهم الفرقة ولعبة ملوك وامراء الطوائف والجماعات .

فلا بد من برنامج وخطة واضحة للتعامل مع التحديات الجديده  بكل الوسائل المتاحة الا وسيلة التباكي التي ما عادت تجدي ، فلا تكاد زاوية في هذا العالم تخلو ممنّ يبكون من الضحايا وما عاد احد يهتم لهم ولصرخاتهم بقدر الاهتمام للقوة والمصالح المتبادلة .

فوحده الصف الفلسطيني بانهاء الانقسام و انجاز المصالحه و تجسيد الشراكه الوطنيه الفلسطينيه هى صمام الأمان فى مواجهه كل المؤامرات التى تحاك ضد قضيتنا الفلسطينية  العادله .

    د سميره محمد حلس