اتفاقيات التطبيع والتضييع بقلم :منى الفارس
تاريخ النشر : 2020-09-17
اتفاقيات التطبيع والتضييع بقلم :منى الفارس


اتفاقيات التطبيع والتضييع
بقلم : منى الفارس
شعب الامارات يتميز بأخلاقه الحميدة شعب محافظ ومتدين واهم شيء عندهم الشرف والسمعة التي تقاس بمحفظتهم على نسائهم وبناتهم. المرأة الخليجية لغاية الان لم تتنازل عن عبايتها وشالها الذي تستر به راسها، ومن تحب ان ترتدي الملابس الافرنجية كما يطلقون عليها لا تجرأ على ارتدائها الا خارج حدود دولتها لان مجتمعها سيلفظها وتصبح امرأة فاسقة وتضيع سمعتها وسمعة اهلها وحتى رجالها ايضا يتمسكون بالدشداشة التي يعتبرونها لباسهم الوطني الذي يسترهم ويتباهون بتمسكهم به.
غدا سيأتيهم السائحين اليهود الى بلادهم يتجولون في شوارعهم واسواقهم عراة هم ونسائهم يمارسون التصرفات اللاأخلاقية امام مرآة من عيونهم وعيون بناتهم واطفالهم وفي الاماكن العامة ويشربون الخمر ويسيرون سكارى، ترى ماذا ستكون ردة فعل شعب الامارات العريق الذي يتباهى بتمسكه بعاداته وتقاليده المحافظة كيف سيغمضون عيون اطفالهم عن تلك المناظر وماذا سيبررون لبناتهم الذين يخافون عليهن ويحموهن برموش عيونهم.
هنا في مقالي أنا لا اخاطب السياسيين والشيوخ أقصد امرائهم واولادهم ولا رجال اعمالهم الاقتصاديين، الذين يغطسون حاليا في احلامهم الوردية والذين لا تعنيهم الاخلاقيات ولا يفكرون فيها وليس لديها أي ثمن مقارنةً بأوهامهم انهم سيحققون اموالا طائلة وينعشون اقتصادهم من توقيع هذه الاتفاقية، فاتفاقية التطبيع من اسمها ان الشعب الامارات سيتطبع بالشعب اليهودي أخلاقاً وسلوكا فهل الدين والخلق والبيئة التي تربى عليها الشرفاء من شعب الامارات يستطيعون ان يتطبعوا وينسجموا مع تلك العادات والسلوكيات الدخيلة عليه، وهل السائح العربي الحر الذي يغرر به ليزور إسرائيل ويتجول في شوارع مدننا المحتلة كحيفا ويافا وعكا هل يكتم نفسه العربي ويستطيع ان يتناسى ان هذه المدن لا زالت عربية بروحها ولا تزال البيوت عربية التي الان يستوطن بها المحتلين والمساجد التي حولت الى خمارات يحتسي بها الخمر.
العربي يغيب ذهنه للحظات ولكن الصفعة القوية وما سيشاهده هي الكفيلة بإيقاظه واستفاقته. انا لا اراهن على السياسيين لدي الشعب الاماراتي، ولكني اراهن على ابناء الشعب الاماراتي اللذين يتمسمرون أمام شاشات التلفزة يتابعون جنازة شهيد ودموعهم تذرف بغزارة ويتابعون مشاهدات تعرض وحشية الاعتداءات الهمجية من قبل جنود الاحتلال على طفل او امرأة او مسن من فلسطين فينهضون من مجالسهم ويصرخون باعلا اصواتهم فلسطين عربية فلسطين حرة ابية، انا لا اسرح واجامل او اتكلم في الخيال، اجل لقد عرفتك يا شعب الامارات عرفت فيك كيف يكون العشق لفلسطين وابنائها عرفت منكم غيرتكم على نساء واطفال فلسطين وحميتكم الأبية التي ترجمة بدعمك لأسر الشهداء في فلسطين. انا اعول عليكم وابرد نار قلبي بأخلاقكم وعلى يقين ان هذه الاتفاقية كغيرها من الاتفاقيات التي وقعت مع دول اخرى سبقتكم، لن تعيش طويلا على ارض الامارات ولن تترجم على ارض الواقع ولن يلتزم بها شعب الامارات وستأكلها الديدان والعفن. لان شعب الامارات سيمزقها بنعاله وسيمزق كل من تخوله نفسهٌ بالتمسك بها.
أما نحن ابناء فلسطين لن نحزن على تطبيعكم ولسنا قلقين منها ، لأن الوطن لنا وارضنا ستبقى عربية ، نحن دافعنا عنها وسنبقى مدافعين مرابطين عليها، ولم ولن يجرء اي محتل ان يسير على تراب ارضنا الا وهو ملتمس من الجبن والخوف يتمسك بسلاحه ويختبئ داخل مصفحته لتحميه من الخطر المحدق به لا نه متأكد انه لا يمتلك الشجاعة ولا الحق ليسير بحرية على تراب هذا الوطن.
عيشوا تجربتكم واعتبروا الدروس والعبر منها، فهناك اشخاص لا يتعلمون الا من الاسواط التي تجلدهم.