قليلاً من الخجل يا أمة العرب بقلم:جلال نشوان
تاريخ النشر : 2020-09-17
قليلاً من الخجل يا أمة العرب بقلم:جلال نشوان


قليلاً من الخجل يا أمة العرب

فى ذهول ودهشة ومرارة ملأت النفوس وجعا والما ونفورا شاهدت الملايين من امة العرب والعالم كله توقيع الاتفاق البحرينى الاماراتى مع قاتل الاطفال( نتنياهو) و تحت رعاية عدو الشعوب وعدو قضيتنا (ترامب)....

انه يوم اسود فى تاريخ امتنا التليد ،يوم اسود فى تاريخ امجاد امة ناضلت وقدمت ملايين الشهداء من اجل الخلاص من الاستعمار الذى اذاق امتنا العربية شتى الوان العذاب ،ونهب خيراتها ومازال يدمر الدول العربية الواحدة تلو الاخرى ،ولعل ماحدث فى العراق يؤكد ذلك ،حيث كان العراق يزخر بالخيرات واضحى الشعب العراقى لا يستطيع الحصول على قوت يومه!!!!

حقا انه مشهد يفقد المرء صوابه وهو يشاهد التطبيع المجانى لدول بعيدة عن حلبة الصراع وارتضت لنفسها تقديم هدايا سياسية لانقاذ المأزومين نتنياهو وترامب ،نتنياهو المثقل بملفات الفساد ويواجه يوميا الجمهور الصهيونى الذى يطالبه بالرحيل بسبب اخفاقه فى معالجة الكورونا وتردى الاوضاع الاقتصادية ،وكذلك ترامب الذى يواجه مؤشرات السقوط المدوى فى الانتخابات المزمع عقدها فى نوفمبر القادم وكذلك ثورة الامريكيين من الجذور الافريقية

فأى عار واى خسة وأى نذالة ؟!!!

لقد باعوا شرفهم وارتضوا الارتماء فى حضن المحتل !!!!! ، المحتل الصهيونى الذى اقتلع شعب باكمله وشرد شعبه ومازال يمارس ابشع الجرائم التى يندى لها جبين الانسانية ،

كثيرة هى الأسئلة التى دارت فى خلد اى امرئ ، شاهد الفضائيات، وترامب يرعى توقيع الاتفاق المشؤوم باقامة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وتبادل السفراء متناسين هؤلاء قضيتهم المركزية ،قضية الشعب الفلسطينى ،والقدس الاسيرة التى تئن من التهويد ومقدساتهم الاسلامية المسيحية

حقا قليلا من الخجل يا أمة العرب

يقولون احيانا ان العذر أقبح من الذنب ،بعض ساسة الخليج المراهقين يبرر ان الاتفاق جاء لالغاء مسالة الضم وشرعنة المستوطنات ..والشيء الذى يدعو للسخرية ان الارهابى نتنياهو أعلن مرارا وتكرارا ان السلام مع الدول العربية هو سلام القوة ويصرح دائما متبجحا فى مؤتمراته الصحفية ان ضم المستوطنات تم تعليقه مؤقتا ولم يتم الغائه وان هناك دولا عربية ستحذو حذو الامارات والبحرين ....

سيفقد المواطن العربى صوابه وهو يرى بام عينيه دولا عربية وظفت نفسها لخدمة الامريكان والمحتل الغاصب كدولة الإمارات التى تلعب دورا قذرا فى تدمير الشعوب العربية وإقامة بؤر التوتر خدمة للمشروع الأمريكى الإمبريالي الإسرائيلى ،كما يجرى فى اليمن والصومال وليبيا وسوريا وغيرها....وسيفقد صوابه عندما يعلم ان فتى البيت الابيض كوشنر (المراهق وتاجر القارات)انه هو من اخضع مراهقى ساسة الخليج ...

لقد استمرأ أبناء الشيخ زايد العمالة وضربوا بعرض الحائط ارث والدهم العروبى الأصيل، والدهم الذى كان ومازال الشخصية العربية التى حظيت بإجماع عربى كبير والذى كان كبيرا عظيما ومساندا لقضيتنا ولقضايا الأمة

اتفاق العار بين الإمارات والبحرين مع المحتل سيشكل علامة فارقة فى تاريخ الصراع مع المحتل وستحذو حذوها الدول العربية التى تطبع مع المحتل سرا ودائما الحجة جاهزة النفوذ الايرانى وارهاصاته

الاتفاق ضربة موجعة لقضيتنا ولقضايا أمتنا وقد جاء الاتفاق ليحدد الخارطة السياسية الجديدة التى تعزز قوة المحتل الصهيونى ليدير دفة الامور المنطقة وعلى حساب القضية الفلسطينية وتنفيذ صفقة القرن على الارض ،تلك الصفقة التى تدمر حل الدولتين والتى صاغها نتنياهو ومن وحى افكاره

لن تغفر شعوب الأمة دور الدول التى وقعت الاتفاق الخيانى فى واشنطن وسواء عاجلا أم آجلا ستلفظهم جماهير الأمة إلى مزبلة التاريخ

ان اتفاق العار لن يفت فى عضد صمود شعبنا وقيادته بقيادة السيد الرئيس ابومازن حفظه الله الذى يقف وحيدا فى المعركة ضد الاحتلال ،السيد الرئيس الذى قال (لا) لكل مشاريع التصفية ،

ونحن فى فلسطين سنظل نقاوم حتى تحقيق المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف

حقا ...لقد اثخنتم جراحنا وطعنتمونا ولا املك الا ان اقول قليلا من الخجل يا أمة العرب

الكاتب الصحفى جلال نشوان