"شفيقة ومتولي": قصة من الجنوب هزت وجدان الشارع العربي بقلم: سعيد جويد
تاريخ النشر : 2020-09-17
"شفيقة ومتولي": قصة من الجنوب هزت وجدان الشارع العربي بقلم: سعيد جويد


 "شفيقة ومتولي": قصة من الجنوب هزت وجدان الشارع العرب
بقلم: سعيد جويد

الجزء الأول

"شفيقة ومتولي": حادثة شرف تقشعر لها الأبدان 

شهدت مدينة أسيوط -في صعيد مصر- في مطلع القرن العشرين حادثة قتل مروعة تقشعر لها الأبدان، حين هرول "متولي" وقلبه يرفرف كالطائر الذبيح، -بعد الغروب وقت المساء- إلى شرفة الشقة، مسرح الجريمة، -البيت الذي شهد سقوط "شفيقة" واحترافها العمل في البغاء- وفي يده سكين ملطخا بدماء أخته "شفيقة"، بعد أن أجهز عليها تماما وطعنها عدة طعنات، بل وقام بالتمثيل بالجثمان وفصل الرأس عن الجثة-حسبما تردد على لسان شهود العيان وملفات النيابة ورواية شاعر الربابة  "حفني أحمد حسن" -الذي وثق أحداث المأساة كاملة بكافة تفاصيلها- ووصف "حفني" ذاك المشهد المروع قائلا: "وطلع البلكونة بسكينته، يقول: جرحي في قلبي سكنته، با ناس وسعولي سكة أنتو" وبعدها ألقت الشرطة القبض على "متولي" وأداة الجريمة في يديه، وكان واقفا مذهولا داخل الشرفة التي جعل منها  منصة يشهر من خلالها للجميع أخذه بالثأر، ثأره لشرفه وشرف العائلة، وغسل الدنس والعار بدماء المقتولة، وباشرت النيابة التحقيق،وداخل أروقة النيابة سأله القاضي في التحقيقات قائلا: " بتموت شفيقة ليه يا متولى" فأجابه "متولي": "قاله يا بيه أنا دمى فار زى العمال، وحدانا شجرة وفيها فرع مال، مفيش غيري لاعم ولا خال ليه،أشرب المرار ده والخل ليه،اقطعه يا بيه ولا اخليه" فرد عليه القاضي: " صراحة قطعه أحسن يا متولى" ثم حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر،و أُسدل الستار على هذه المأساة الإنسانية ولم يخرج ملف القضية للنور سوى في فترة الخمسينيات من القرن الماضي أبان حكم الرئيس المصري الأسبق "جمال عبد الناصر".

في العدد القادم الجزء الثاني

 "شفيقة ومتولي" ملف ساخن يدخل في  دائرة الضوء