الوعي أول طرق التصدي والعلاج بقلم: احمد حامد السوسي
تاريخ النشر : 2020-09-17
الوعي أول طرق التصدي والعلاج بقلم: احمد حامد السوسي


الوعي أول طرق التصدي والعلاج ..

مما لا شك فيه ان الانسان مجبول بالفطرة على الخوف من الاشياء التى تسبب له السوء والاذى بشرط ان يعيها ويدك مخاطرها واهوالها ..
ان ما يمر به العالم مؤخرا فى ظل جائحة كونا خير مثال على الانسان بشكل عام يعانى من مشكلة فى الادراك والوعى رغم كونه حريصا ومتحصنا بعوامل مختلفة ابرزها الثقافة والادراك ..

فاكثر الشعوب حرصا وانضباطا لم تستطع تفادى الازمة ووقعت فى فخ التراخى والاهمال الذى لطالما كانت حريصة على عدم اظهاره للعالم ..
ولكن مع تلك الجائحة سقطت ورقة التوت عن الجميع واصبح الجميع عاريا يعانى من تلك الازمة ..

وصار السباق واضحا بين الدول والشعوب فى التستر والتدارى خلف اى ساتر قد يدرء عنها شر الكارثة ..

لا ضير فى ذلك فالانكسارات والهزات هى من تصنع ردود الافعال القوية التى تمنح اصحابها القدرة على النهوض مجددا ..
ولكن الفارق فى هذا السباق هو سرعة الاستجابة والقدرة على تتفيذ خطة الاستدراك بحذافيرها ..

تلك الخطة التى تعتمد على الجميع وليس على اصحاب الاختصاص فقط ..
وما بدى واضحا وجليا ان كمية الخطر الذى احدق بالبشرية هو من اقوى الدوافع الذى جعلها تستدرك الامر وتبدأ بخطوات النهوض والتعافى بسرعة ..

فعلى صعيد الافراد .. ادرك الجميع ان الفرد ذاته فى هذه الجائحة هوا الاقدر على النجاة رغم كل ما تقدمه له الجماعات المختصة سواءً الحكومات او الجهات المسؤولة ..
فاللقاح والعلاج والنشرات والقوانين والاجراءات الصارمة وحدها لا تكفى ان لم يكن الفرد واعيا ومقدرا لهول الازمة ..

وهنا تكمن قدرة الافراد على التعاون الحقيقي والمساهمة بشكل كبير فى القضاء على الازمة ..

ان اول خطوات الخروج من الازمة تبدأ من الوعى الحقيقي والذى يبدر فعليا من كل فرد مسؤول مدرك .. فيبدأ سريعا بخطوات التصدى بالالتزام وعدم التعرض للخطر ..
بحيث ينقل ذالك الوعى تباعا لمن حوله من الافراد ..
فتصبح حينها امكانية الخروج من الازمة اكثر سهولة ويسر .. مزيلة بذلك عبئا كبيرا عن كاهل الجهات المختصة فتصبح متفرغة تماما لايجاد الحلول الاخرى التى تتلو مرحلة التوعية والتحذير ..
ولنا فى كثير من الدول المتقدمة عبر وحكم ...

اننا وللاسف فى اغلب الدولة العربية ما زلنا نعانى من عدم القدرة على الخروج من مرحلة التوعية والتحذير ..
وان بحثنا عن اهم اسباب ذلك فهو اننا بالاساس لم نعتد ولم نسع لغرس قيم المسؤولية واليات تحملها من البداية فى كل المشاكل والازمات التى ممرنا بها .. وتركنا حلها لرحمة الله .. بل وحملنا اهل الاختصاص كل المسؤوليات فزدنا الامر صعوبة وتتقيدا ..

وفى كل مرة تتأخر النجاة .. ونتكبد الكثير من الخسائر والمصائب ..
وفى النهاية يبقى السؤال الاهم ..
متى سيكون الشعور بالمسؤولية من اولوياتنا كأفراد ؟!
ومتى سنصبح شركاء فعليون فى ايجاد الحلول ؟!

والجواب هنا واحد ووحيد .. ان اتخذنا من الوعى درعا وحصنا منيعا للتصدى للازمات ..

بقلم/ احمد حامد السوسي