جائحة كورونا وتأثيرها على الحركة الأسيرة بقلم : أ. ابراهيم نجاجرة
تاريخ النشر : 2020-09-16
جائحة كورونا وتأثيرها على الحركة الأسيرة بقلم : أ. ابراهيم نجاجرة


 التاريخ:16/9/2020

بقلم : أ. ابراهيم نجاجرة

جائحة كورونا وتأثيرها على الحركة الأسيرة

لقد شهد عام 2020 تحولات جذرية في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية والحقوقية والتعليمية، وذلك بسبب تفشي وباء كورونا وانتشاره في دول العالم وقد كان لفلسطين كباقي دول العالم دور في التعاطي مع هذا المرض كما هي اسرائيل بصفتها دولة محتلة تحتجز ما لا يقل عن 4500 اسير واسيرة موزعين على اكثر من (23) سجن ومركز وتحقيق وتوقيف وتقوم بعمليات اعتقال يومي سواء من خلال الحواجز على الشوارع والطرق او من خلال عمليات الاستدعاء للمخابرات او بواسطة الاقتحام الليلي للبيوت والقرى والمدن والمخيمات، ويعاني الاسرى من جملة من الاجراءات والقوانين التي تجعل من حياتهم اليومية صعبة وتفتقر الى مقومات الحياة وجاءت جائحة كورونا لتزيد من تعقيد الحياة اليومية على الاسرى والتي حرمتهم من مجموعة من الحقوق التي مست جوانب الحياة اليومية.

الحق في الزيارة، تعتبر الزيارة اهم وسيلة من وسائل الاتصال والتواصل بين السجين والاهل وعلى الرغم من القيود المفروضة على الزوار واقتصارها على الاهل من الدرجة الاولى الا ان انتشار الوباء ادى الى توقف وانقطاع في الزيارات لمدة لا تقل عن ستة اشهر على الاقل في ظل عدم توفر اي وسيلة اتصال وتواصل اخرى، كما ان ادارة السجون لم تلتزم بموافقتها على مطالب الاسرى بتشغيل خطوط الهاتف الثابت للتواصل مع الاهل .

والحق في التواصل مع المحامي، ان الرعاية والدفاع القانوني حق آخر فقده الاسرى بنسبة عالية جدا، فقد توقف زيارات المحاميين لمدة طويلة عن متابعة السجون والاسرى وتوقفت المرافعات المباشرة وهذا ضاعف من معاناة الاسرى وعزلتهم وانقطاعهم عن العالم الخارجي، كما ان كثير من الاسرى تم ترحيل محاكمتهم الى فترات بعيدة ويتم عقد المحاكم من خلال شاشة الكترونية وعن بعد وبحضور ومشاركة احد افراد الاسرة دون تفاعل وتواصل لفظي او بصري .

العزلة والاندماج الداخلي، عمل الاسرى على مجموعة من الاجراءات الداخلية للحد من وصول الفايروس للسجون واهمها التعقيم والتقليل من الفورة والتواصل بين الغرف والاقسام وهذا فاقم من معاناة الاسرى الاجتماعية فالاعتقال بحد ذاته عزلة وانقطاع عن المجتمع والعالم الخارجي وجاءت هذه الاجراءات لتزيد من العزلة وتمنع من التواصل وان كان طوعيا بين الاسرى انفسهم كما ان كثير من الاسرى الجدد تم وضعهم في عزل انفرادي لمدة 14 يوم خوفا من الاختلاط ونقل العدوى.

النقص في الاحتياجات المعيشية، يحصل الاسرى على احتياجاتهم المعيشية من ثلاث طرق الاولى من خلال ما توفره ادارة السجن من اكل ومستلزمات ووفق الاسرى فان ادارة السجون تتنصل من واجباتها بتوفير ما يلزم من احتياجات كما ونوعا اتجاه الاسرى وخاصة كمية ونوعية الاكل، والمصدر الثاني هي الكنتينة من خلال ما يحول للاسرى من مخصصات من هيئة شؤون الاسرى وهي مبالغ محدودة او من خلال الاهل وهذه ايضا تعرضت الى جملة من الاجراءات التي تنتقص من حقوق الاسرى حيث ان اكثر من مئة صنف منعت ادارة السجن من توفيره، كما ان المتوفر يكون باسعار عالية ومضاعفة وهذا يحرم الاسرى من فرص الاستفادة من المبالغ المتوفرة بشراء كميات كبيرة، اما المصدر الثالث فهو المبالغ التي تدفع من الاهل وكثير من الاهل لم يجدوا وسيلة لتحويل مبالغ للكنتين بسبب الاغلاقات للمدن والمؤسسات وعدم توفر تصاريح لذلك يشتكي الاسرى من نقص في الاغطية والملابس ووسائل المعيشة اليومية.