التطبيع العربي والنضال الفلسطيني المستمر بقلم هاني جودة
تاريخ النشر : 2020-09-16
التطبيع العربي والنضال الفلسطيني المستمر بقلم هاني جودة


لنفهم بعمق اكثر ما حدث بين منظمه التحرير الفلسطينية واسرائيل في اتفاق اوسلو قائم على مبادئ الشرعية الدولية و تنفيذ القرار 242 و 338 الخاص بالسلام في الشرق الاوسط وحق تقرير المصير و نقل وضع الشعب الفلسطيني من الاحتلال الى مرحله الاستقلال وهكذا كان اعلان المبادئ بكل تفاصيله لقد كان هنالك مرحلة الوضع النهائي وبها يتم الحديث عن وضع القدس المستوطنات اللاجئين الحدود وقد وافق الشعب الفلسطيني ممثل بمنظمه التحرير على الدخول في عملية السلام ضمن الاطار الدولي وكذلك الحكومة الإسرائيلية وافقت على ذلك برئاسة رابين وبمرور الوقت وصعود بنيامين نتنياهو الى رئاسة الوزراء في دوله الاحتلال تبدد الوضع تماما ذلك الاتفاق اصبح منتهي بفعل اليمين اليهودي المتمثل في حكومة اليمين بزعامة نتنياهو لقد افشل هذا الاتفاق الذي صادقت عليه الامم المتحدة ونحن كفلسطينيين ارسلنا للعرب ولكل الحلفاء ولكن المجتمع الدولي اننا رسول سلام وندعو كافه الاحرار ان يلتفوا حول ابسط الحقوق الفلسطينية التي جاء بها اعلان المبادئ , لقد فعل شارون أيضا افاعيله واستكمل هذا المشوار نتنياهو وجاءت فرصه نتنياهو تماما عندما صعد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ووجد ضالته في رئيس متطرف يلتف حوله اللوبي اليهودي وجماعه من الانجيليين وبدا ترامب يفرض رؤيه نتنياهو للسلام وتتمحور رؤيه نتنياهو ترامب للسلام حول ما ورد في صفقه القرن فقط الغير قابله للنقاش الا في حدود بنود صفقه القرن فقط ، الذي اختلف في الموقف العربي الرسمي هو دخول معظم الدول العربية في صراعات داخليه واقليميه اضعف من وجودها السياسي ومن تأثيرها في مجريات الاحداث جعل النظام العربي الرسمي يدور في فلك الخوف على نفسه و حمايه نفسها من غول اسمته الولايات المتحدة ايران واصبح بذلك فزاعه للخليج العربي بكل دوله ومن وقتها بدا فريق ترامب يجول الشرق الاوسط والعالم العربي لفرض الرؤية الأمريكية المعتمدة على صيغه نتنياهو ! للسلام مع الفلسطينيين وجميعنا تابع الخوف الظاهر من قبل رؤساء العرب في لقاءهم مع ترامب لقد ساومهم على كل شيء ، تابعنا موقف الشقيقة الكبرى مصر والازمات التي احيطت بها من سد النهضة و الازمه الليبية الى ما يحدث في سيناء !! وكذلك السعودية كما باقي دول الخليج التي خاضت حربا غير موفقه في اليمن وكذلك سوريا التي انهكت بالحرب الأهلية ولبنان ومشاكل الفساد والعراق والتحرر من قوه الجماعات المسلحة وسياده الدولة كل ذلك اضعف الموقف العربي الرسمي الذي كان متمسكا بما يسمى ب مبادرة السلام العربية بيروت 2002 .
في هذه الفترة شهدت فلسطين زيارات مكوكيه من اجهزه المخابرات العربية ولقاءات هاتفيه وغير هاتفيه مع رؤساء ووزراء خارجية (عرب) تهدف الى وضع أسس جديده تتلاءم مع خطه نتنياهو ترامب للسلام
نتابع موقف متقدم جدا من روسيا الاتحادية والصين الشعبية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة و غالبيه دول العالم الحر تؤكد على حل الدولتين دوله فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 67 .
وحتى اللحظة العالم الحر يعترف بالحق الفلسطيني ومستعد للتصويت لفلسطين في كل الاوقات الا اننا نخشى من عدم تصويت بعض الاشقاء العرب بسبب ارتباطهم بمعاهدات سلام جديده مع اسرائيل لقد فرضوا التطبيع على انفسهم لقد خالفو كونهم عرب الفرق الوحيد اننا شعب المواجهة وان الاحتلال الاسرائيلي قائم على ارضنا , وان الخوف يسيطر عليهم من مجموعه صغيره تسمى ( فريق ترامب نتنياهو ) هذه المجموعة الصغيرة التي يخشى منها العرب و يهرولون للتطبيع من الممكن ان تسقط في الانتخابات الأمريكية القادمة
ومن المؤكد وبحكم معرفتنا في اسرائيل وحكوماتها المتعاقبة ان هذا الكيان لا يعطي ولا يهب بل هو جاء الى هذه المنطقة لتنفيذ اطماعه , بمعنى انه جاء يأخذ بكل الطرق سواء كان بالسلام او بالحرب , وما تطبيع بعض الدول العربية الان مع اسرائيل الا مصلحه إسرائيلية قبل ان تكون مصلحه لهذه الدول , لقد هيئت أمريكا منذ الرئيس الامريكي باراك اوباما مرورا بعهد ترامب الاجواء العربية في تقبل كل ما هو جديد ففي عام 2011 انقلبت معظم البلدان العربية بما يسمى الربيع العربي واصبحت البلدان العربية اكثر ضعفا وذلاً وهواناً كل ذلك نعيد ونكرر ما ذا ستقول عنه الحكومات العربية اذا ما فاز جون بايدن في الانتخابات الأمريكية الجديدة الذي يحمل و عودات غير التي ينادي بها فريق ترامب اهمها عدم الاعتراف باي عمليه ضم والاستيطان الاسرائيلي وهو بكل وضوح مع اقامه دوله فلسطينية كيف سيتصرف العرب الذين باعوا الولاءات وطبعوا خلال فتره ترامب لقد نشر الرعب في قلوبهم , وانتم بتحكمكم بالأعلام هيئتم السلام للشعوب العربية مع هذا المحتل الغاشم أهو خير لكم ؟؟ بينما نحن الفلسطينيين نقول وجدنا في هذه الارض مرابطين احرار مهما تبدلت الأشكال والاحداث والأوقات
مستمرين في وفائنا لشعوبنا العربية الحرة مستمرين في وفائنا لأولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين مستمرين بوفائنا وعراقتنا ومتمسكين بحقنا التاريخي بفلسطين وأمامنا وعد الله ماذا أمامكم ؟

هاني جودة / فلسطين المحتلة