التطبيع وآثاره المدمرة على قضيتنا
تاريخ النشر : 2020-09-16
التطبيع وآثاره المدمرة على قضيتنا


التطبيع وآثاره المدمرة على قضيتنا
 بقلم:جلال نشوان
الانحدار المدوى والهرولة الآثمة لدولتي البحرين والإمارات تجاه التطبيع مع المحتل لايمس فلسطين لوحدها بل يمس وحدة الامة وتاريخها ويحطم نسيجها الذى كنا نفاخر به كافة الامم ،فالمحتل الصهيونى يحتل اراض عربية ويمارس فيها ابشع الممارسات التى تتنافى وابسط مواثيق الاعراف الدولية والانسانية والقدس مسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، تهود ووتتغير معالمها فى كل يوم حتى اعطى ترامب وعده المشؤوم بان تكون القدس عاصمة اسرائيل

لقد غدا التطبيع المجانى يجتاح المنطقة وياخذ منحى خطيرا حتى بات امرا واقعا ،الامر الذى يشكل تنكرا واضحا وخطيرا لحقوق الشعب الفلسطيني وخنجرا مسموما فى خاصرة القضية وتغولا كبيرا للمحتل وحلفائه الامريكان،ولم يقتصر الأمر على ذلك بل فتح الباب على مصراعيه لصياغة المشاريع الهادفة الى تصفية القضية وتهميشها وجعلها فى هامش الاولويات ،الا ان رفض الشعب الفلسطينى بكل مكوناته السياسية والشعبية وقيادته الشرعية بقيادة السيد الرئيس ابومازن افشلت كافة المشاريع ومن منطلق لا يمكن تمرير تلك المشاريع الا باعطاء الشعب الفلسطينى الا باعطائه لحقوقه واقامة دولته وعاصمتها القدس ...وان المشكلة الفلسطينية هى لب الصراع واذا لم تعط حقوقه لن يكون هناك سلام فى المنطقة كلها ...

لقد نجحت السياسة الامريكية باستثمار النفوذ الايرانى وتمدده فى المنطقة الى حصر الصراع فى الشرق الاوسط بين العرب وايران ، وكذلك تطبيق الفوضى الخلاقة وتاجيج الصراعات الداخلية مما ادى الى انكفاء المواطن العربى وانشغاله فى هموم يومه المعيشية ،تلك الارهاصات ادت الى تآكل مركزية الصراع تدريجيا وذلك لاتاحة الفرصة للمحتل بنهب الاراضى واقامة المستوطنات وتهويد القدس ،كل ذلك ادى الى استبعاد الصراع من اولويات واهتمام السياسات للانظمة العربية التى غادرت مربع التاييد والدعم للقضية الفلسطينية

ان الحضور الكبير للكيان الغاصب فى عقول صناع القرار السياسى للانظمة العربية الفاسدة ،جعله فى حكم الامر الواقع وارتماء تلك الانظمة فى حضن المحتل الغاصب ليصبح القوة المركزية الرئيسة ،هذا بالاضافة الى ممارسة دور الشرطى فى المنطقة

ان زلزال المتغيرات المتسارعة فى المنطقة ادى الى انكماش القوى التقليدية وظهور قوى جديدة تاخذ على عاتقها قيادة دفة الامور فى المنطقة سينعكس سلبا على قضيتنا الفلسطينية ،الامر الذى يزيد من التحديات والمخاطر على القيادة الفلسطينية واضطرارها الى صياغة الامور والتفاعل مع المتغيرات وتوحيد الصف لمجابهة الاخطار التى تحدق بالوجود والهوية ،ولقد استدركت القيادة بقيادة السيد الرئيس الاخطار مبكرا وسارعت الى انعقاد المؤتمر الوحدوى التاريخى للامناء العامين...وكذلك تشكيل قيادة موحدة للمقاومة السلمية فى كل محافظات الوطن والتى نامل ان ترى النور سريعا لاجهاض زلزال المتغيرات الجارفة

قطار التطبيع يمضى قدما وسيحط رحاله فى محطات عربية قادمة ،وهنا نتساءل هل تترجم الجماهير العربية رفضها للتطبيع الى النزول الى الشوارع العربية ؟