شكل الحكم في العراق وعلاقة الأحزاب بالسلطة بقلم:احسان النفاخ
تاريخ النشر : 2020-09-15
م/ شكل الحكم في العراق وعلاقة الأحزاب بالسلطة ..............

تعرف السلطة بشكل عام على انھا قوة في خدمة فكرة ومن ھنا تبدآ التفاصیل فیما یتعلق في السلطات المتفرعة عنھا وتنظیم علاقة بعضھما البعض في سیاقات قانونیة ملزمة لكل أركانھا سیما الھیكلیات المؤسساتية والاقتصادیة وبقیة الأقسام والفعالیات والنظم العامة والخاصة التي تسییر عملیة الإدارة والحكومة والعلاقة بین الأقالیم والمركز وبالعكس. والامثلة عدیدة فیما یتعلق بالنظم الفیدرالیة الاتحادیة او الكونفدرالیة، اما بالنسبة لعلاقة الأحزاب بالسلطة في الدول المتقدمة واضحة لكنھا تختلف اختلافا نسبیا حسب اختلاف دساتیرھا التي تنظم العلاقات الحزبیة مع السلطة. فالاختلاف بین سویسرا وألمانیا واضحا لان سویسرا دیمقراطیة مباشرة ونظام یعتمد على منح الحكومات المحلیة حریة الإدارة وتشریع القوانین بحیث لا تتقاطع مع القوانین العامة ناھیك عن وجود قدرة على تغییر القوانین عبر الیة الاستفتاء بعد الحصول على مائة ألف توقیع آما الأحزاب فیتوقف وجودھا في الحكم على الناخب السویسري. اما بالنسبة لوضع العراق وعلاقة الأحزاب بالسلطة ھناك یعتبر استثناء اذ ما اخذنا في الاعتبار علاقة الأقالیم والمحافظات بالمركز وعلاقة المركز بھا فھي علاقات مضطربة ومتداخلة ومعقدة وغیر واضحة وتخضع لأمزجة داخلیة وخارجیة اضافة الى تعدد سلطات دینیة وقبائلیة وتفرعات أخرى تساھم في زیادة التعقید. كما ان الصراعات والحروب الداخلیة وتأثیر الدول النافذة على الیات صنع القرار في شؤون متعددة وحیویة من قبیل دور الدول النافذة في عملیة تشكیل الحكومة واختیار رئیس الوزراء العراقي حسب التوافق بین الدول النافذة في الشأن العراقي ووجود ملیشیات مسلحة ردیفة تعتبر جناح عسكریا لكل حزب او تشكیل سیاسي له ارتباطات بدول إقلیمیة معینة یضمن مصالحھا على حساب مصلحة شعبھا وھذه صفه عامة تشمل جمیع الأحزاب العراقیة التي تشكلت بعد الاحتلال او قبله دون استثناء كل الأحزاب العلمانیة او الإسلامیة او الیساریة آما بالنسبة للأكراد فوضعھم خاص مثل خصوصیة بیت شعر لابن القیم : فإن كنت لا تدري فتلك مصیبة ... وإن كنت تدري فالمصیبة اعظم . الاكراد العراقیین علاقتھم بالعراق جدلیة ، الأكید ان ھناك فرق بین الشعب الكردي الطیب المضیاف والشجاع وبین الأحزاب الكردیة التي لھا طموحات انفصالیة وتوسعیة تھدف الى خلق عداء غیر مبرر بین الاكراد ومحیطھم العربي وبقیة المكونات الأخرى في العراق فقد وضع الساسة الكرد فقرات في الدستور العراقي الذي كتب تحت سلطة الاحتلال الأمریكي تمنحھم افضلیة وممیزات إضافیة واستحدثوا مصطلحات جغرافیة وسیاسیة تمنحھم مساحة من المساومة والبراغماتیة في تحقیق أھدافھم الانفصالیة وتتیح لھم التصرف في الثروات النفطیة وعائدات الجمارك التي یحصل علیھا الإقلیم الكردي من المنافذ الحدودیة وفرض اللغة الكردیة في جمیع دوائر الدولة ومنحھم نسبة عالیة من مداخیل الدولة من بیع النفط تصل الى ١٧٪ إضافة الى فرض ان یكون رئیس الدولة كردي ونائب لھم في كل المناصب السیادیة ناھیك فرض قوانین تعیق عملیة التطور والنمو إنما تحفظ لھم ممیزات فرضوھا في وضع طارئ وفرض قانون یسمح لھم بالانفصال اذ ما حصلوا على نسبة الثلث في عملیة الاستفتاء داخل المحافظات الكردیة . والعدید من القوانین المجحفة التي لا یمكن حصرھا في مقال قصیر اما بالنسبة لعلاقة المركز بالإقلیم الكردي تعتبر مخلة بشكل فاضح اذ لا تسمح سلطات الإقلیم بتوظیف أي عربي في دوائرھا لا الخدمیة ولا التعلیمیة بل تفرض اذن الإقامة للعراقي القادم من مناطق أخرى الى مناطقھا وتتعامل سلطاتھا العرقین القادمین الى المناطق الكردیة وكآنھم في دوله أخرى ؟ ولازالت سلطات الاكراد تبیع النفط الى الكیان الصھیوني بأسعار تفضیلیة وتحتفظ بعائدات الجمارك وتطالب بتمویل إضافي لمیزانیاتھا وتقوم بشكل مستمر ببیع النفط والاحتفاظ بعائداته وتخزین الثروات المالیة في بنوك سویسریة باسم السید مسعود البرزاني وأبناءه مسرور ومنصور ومصطفى وبقیة الأقارب والاعمام والاخوال منذ امد بعید یخزن السید مسعود البرزاني ثروات ھائلة ویستثمر بضخامة في دول متقدمة لزیادة قدرته الاقتصادیة على حساب الشعب العراقي والمكونات الأخرى شأنها شان بقیة القیادات السیاسیة العراقیة الحاكمة بعد الاحتلال الأمریكي والإیراني .

إحسان النفاخ - سویسر