مجنون القرية!!
وجاء من طرف القرية، مجنون القرية يركض ويصيح… أنّه رأى أربعة لصوص تسللوا من الجهة الشمالية وأنه رأى أحدهم مسلحًا ببندقية وخنجر... فتنادى رجال القرية وأسرعوا... يفتشون المكان فلم يعثروا ولو على لصٍ واحد!!
فعادوا إليه يسألوه... فوضع رأسه المنفوش بين كفيه وضغط عليه، ثم صرخ بعد أن لعق بربوره بطرف لسانه: أظنهم دخلوا من الجهة الغربية، فتراكض الرجال خلف بعضهم... وهناك نبشوا المكان بيتا بيتا ، وشارعا شارعا وتحت كل شجرة.. بلا فائدة!!
فانهال أحدهم عليه بصفعةٍ وسأله أين رأيتهم يا مجنون؟!
فتمتم ثم رفع رأسه لأعلى وكأنه يكلّم غيبًا، وخبط الأرض بقدمه الحافية، وصرخ رأيتهم في الجهة القبلية، وككل مرّة لم يعثروا على لص واحد!!
فهجم عليه أحدهم وهزّه من قميصه، فبهت قليلا وهو يشمر سرواله، ويهرش قفاه، آه تذكرت رأيتهم من الجهة ااشمالية فتعجبوا وصاحوا لقد فتشناها يا مجنون!!
وانهالوا عليه بالركل والشتم وهو يتصايح بين أيديهم
كان الشيخ (أبو حسين) مضجعا تحت شجرة عتيقة يقلّب سبحته ويبتسم… فنهض مسرعا وحاش عنه
وصاح بهم وهو يتفقد وجوههم المصفرة واحدا واحدا:
من لقبه مجنون القرية؟!
أليس أنتم؟!
كيف أطعتموه أيها الحمقى؟!!!
أليس هذا مجنون القرية كما تقولون؟!
بقلم: محمود حسونة (أبو فيصل)