محمود الجمل من ذاكرة من يعرفه بقلم عبد الرحمن محمد محمود
تاريخ النشر : 2020-09-10
قصة كفاح على قلعة الشهيد محمود الجمل
الشهيد / محمود محمد حسين نواجعة
إبنه البكر الأستاذ / محمد محمود نواجعة ،
له ستة أولاد ، وستة بنات ،
كان من أوائل من اتبع سياسة تثبيت الأرض ومحاولات تطويرها وتعمير قدر المستطاع ايمانا بمقولة الأجداد الأرض السايبة تعلم الداشر...وهنا حطت على بلاد الله كيان داشر غاصب ارضا وعرضا متعاليا على القوانين والأحكام لا يرده امن ولا قانون الا القوة مصداقا لقول ابي جهاد ما اخذ بالقوة لا يرد الا بالقوة وكفى بأنه أهتم بالتعليم ، في وقت كان الجميع في عالم المجهول ، لم يكن التعليم وقتها أولوية لأي شخص ، لكنه استثمر ما بوسعه لان يربط القوة بالقلم والسلاح في التعليم ، وكي يؤمن متطلبات التعليم ، وكانت النتيجة النجاح في كل الميادين ،
إنه أبي ، شهيد سوسيا(قلعة الشهيد محمود الجمل ) _جبل الخليل ليس ككل الآباء ، إنه النور الذي كنا نستنير به ليلا ، يوم يكون الليل أكثر ظلمة ، كان غنيا عن التعريف شجاعا مقداما صادقا مخلصا كما حدثني عنه أصدقاؤه الذين اعترفوا لي لذلك الكلام الصريح رجل قل رجاله
هو أخ ل ثلاثة أخوة له ، كان الفتى المدلل بين أقرانه ، كان أكثر جراة من غيره ، لم يدخل مدارس عهده ، لكنه أجتهد كي يقرأ القرآن الكريم ، ويكتب بغرس الزيتون والصبر والتين على هذه الأرض ملاحم أسطورية ونقلة نوعية في تثبيت الأرض وإن كان فيه شدة ، كان يطربنا بقصصه المتنوعة ، والشعر الجميل ، كانت تربيته لنا ، مدرسة كاملة ، لم يكن الضرب وسيلته في التربية ، إذا نظر إلى أحدنا عرفنا ما يريد ، لم يعمل يوما عند أحد ، لكن احتياجات البيت الأساسية كانت حاضرة تحت كل الظروف ، يوفر لنا احتياجاتنا بطرق مختلفة إن رأيته أحببته ، فيه من الهيبة والوقار ، ما يجعلك تجالسه ، وتستمتع إليه وتحبه ، كان عاملا حرا اعتنق التجارة ولن يخضع لأي شخص بالعمل قام بتربية أبناء اخوه الكبير بعد وفاته إلى أن اصبحو رجالا يشاطرونه العمل وبعد مسيرة حافلة من ١٩٣٧م الى ١٩٩١ م
في أواخر حياته كان أكثر شراسة لما يحدث من انتفاضة الحجارة ولن يكون راضيا عما يحدث ، فوضع عُكازته قريباً منه ، ومسبحته المشهورة لا تفارق يديه ، وأصبحت عيونه الزرقاء كأنها تائهة ، عاد الجميع إليه ساعة التحدي ، بينما أنا لن اخلق بعد حدثني جارنا انه رافقه برحلته الاخيره عائدا مسرعا عصر الجمعة من ٦/٧ /١٩٩١م كانه موعود بلقاء ربه إلى مسقط رأسه قلعة الشهيد محمود الجمل وما أن وصل وتريث قليلا بصوت اطلاق نار بالمكان على راعي برجم الحمرا واغنامه لن تحمله الوطنية والشهامة الا ان يقتنص من هذا المستوطن الجبان الذي ترجل خلف بندقيته ما وصل الشهيد إلى راس الجبل أن مكثت رصاصة بدمدم المتفجر وسط احشائه وبقوة اقتلع راس المستوطن بعكازته إلى أن سقط هناك على جبل الحمرا وولن تسقط رايته ، وفي مسافة ومعاناة اعلن متاخرا عن استشهاد ه
إنه يوم الجمعة السادس من شهر حزيران من عام ١٩٩١م يوما اسودا كان به إحدى الابطال انتفاضة الحجارة كما اختصرت قليلا عن ملاحمه البطولية أثناء عمله كم قتل ودفن من الجبناء كم اسما حفر ، عندما زاره ملك الموت عند الساعة الرابعة عصرا ، كان الفراق الذي لا بدّ منه ، بينما أنا هنا أكتب لكم ما قاله ورواه من يعرفه خلف الحدود أحبس أنفاسي ، لكن العبرات كانت مستعدة لبث الحزن في كل إتجاه ، تمالكت نفسي حتى حضر المساء مسرعاً ، فوجدت نفسي مع الليل وحيداً بين جدران أربعة ، حتى أصبحت خارج الحدود ، وصل صوت البكاء إلى حدود الوطن ، إنه أول إنسان أبكيه ، وأنا جزء وذرة تراب من ذلك الفارس الذي ترجّل هناك ، بعيداً عن العيون لكنه في القلب حاضر ومحفور حتى لا يراه الحاسدون ،
والحمد لله رب العالمين ،
اللهم ارحمه واغفر له واعتقه من النار ،
اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنة ،
اللهم ارزفه الفردوس الأعلى ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ،
اللهم آمين يا رب العالمين .
قصة من رواية لما روي عن شهيد سوسيا _قلعة الشهيد محمود الجمل_ يطا _الخليل .