الأرض به أرحم !!بقلم:محمد سليمان الدرقاوي
تاريخ النشر : 2020-09-07
الأرض به أرحم !!بقلم:محمد سليمان الدرقاوي


فتح السجن بوابة صغيرة للزوار ..سار في ممر الزيارة ،بطيء الخطى ،

عيناه تمسح المساجين من وراء قضبان حديدية ..للمرة الثالثة يأتيها ولا تخرج اليه ..

على كرسي حديدي تهالك جسدها.. شبح منهار ، عيونها تقشر الأرض

كأنها تريد ان تنشق وترى ما تحتها ..

أشار لاحد الحراس ان يشعرها بوجوده ، تقدم منه :

ـ هي جد تعبة ، ثلاث مرات وهي تحاول الانتحار ،

اكتف بما ترى رحمة بها .. لم يستطع الصمود ،هزمته دموعه ..

وهو يحاول أن يستدير للعودة رفعت رأسها ، تلفتت لجهة الزوار فرأته ،

مدت يدها لحارسة اقبلت اليها ،ساعدتها على الوصول الى القضبان الحديدية

رفعت راسها اليه بثقل وقالت : هل صحا ؟

اهتز صدره لعبارتها : الأرض به أرحم يا زينة !! ..

انفعال قد شد صدرها بخناق ، قالت وهي تجهد لسانها على النطق :

وما معنى ان يطول له رقاد هذه المرة ؟ كم مرة قتلته ثم عاد الي !!؟؟ ...

تنهد وقد خنقته غصة :

شتان بين طعنة بكلمات و طعنة بسكين مزقت نياط القلب يازينة !! ..

في صدرها تعالى هدير أثار من حولها :

تبا له من شيطان يسكنني ، حرضني على قتله ليستفرد بي ؛

عشرون عاما أقضيها في السجن من أجل حبيب هو ملكيتي ، وحق نفسي ، هو نصفي ..

قتلته لاقتل غيرة كم قتلتني ،

تموت هي ويحيى هو ، أليست الغيرة فطرتي؟

ماتعلمتها في مدرسة ولا قرأتها في مجلة او كتاب أو.....

هوت الى الأرض ، رغوة بيضاء غطتشفاهها ،

بادر اليها الحراس ..

سمعتها حارسة وهي تشهق : اليك آتية ...

لو وجدت معك ظلا غيري لقتلتك ...