فتح السجن بوابة صغيرة للزوار ..سار في ممر الزيارة ،بطيء الخطى ،
عيناه تمسح المساجين من وراء قضبان حديدية ..للمرة الثالثة يأتيها ولا تخرج اليه ..
على كرسي حديدي تهالك جسدها.. شبح منهار ، عيونها تقشر الأرض
كأنها تريد ان تنشق وترى ما تحتها ..
أشار لاحد الحراس ان يشعرها بوجوده ، تقدم منه :
ـ هي جد تعبة ، ثلاث مرات وهي تحاول الانتحار ،
اكتف بما ترى رحمة بها .. لم يستطع الصمود ،هزمته دموعه ..
وهو يحاول أن يستدير للعودة رفعت رأسها ، تلفتت لجهة الزوار فرأته ،
مدت يدها لحارسة اقبلت اليها ،ساعدتها على الوصول الى القضبان الحديدية
رفعت راسها اليه بثقل وقالت : هل صحا ؟
اهتز صدره لعبارتها : الأرض به أرحم يا زينة !! ..
انفعال قد شد صدرها بخناق ، قالت وهي تجهد لسانها على النطق :
وما معنى ان يطول له رقاد هذه المرة ؟ كم مرة قتلته ثم عاد الي !!؟؟ ...
تنهد وقد خنقته غصة :
شتان بين طعنة بكلمات و طعنة بسكين مزقت نياط القلب يازينة !! ..
في صدرها تعالى هدير أثار من حولها :
تبا له من شيطان يسكنني ، حرضني على قتله ليستفرد بي ؛
عشرون عاما أقضيها في السجن من أجل حبيب هو ملكيتي ، وحق نفسي ، هو نصفي ..
قتلته لاقتل غيرة كم قتلتني ،
تموت هي ويحيى هو ، أليست الغيرة فطرتي؟
ماتعلمتها في مدرسة ولا قرأتها في مجلة او كتاب أو.....
هوت الى الأرض ، رغوة بيضاء غطتشفاهها ،
بادر اليها الحراس ..
سمعتها حارسة وهي تشهق : اليك آتية ...
لو وجدت معك ظلا غيري لقتلتك ...
الأرض به أرحم !!بقلم:محمد سليمان الدرقاوي
تاريخ النشر : 2020-09-07
