طب ساكت! الله يرحمه - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-09-02
طب ساكت! الله يرحمه - ميسون كحيل


طب ساكت! الله يرحمه

لفلسطين أبناء أوفياء لا تهمهم المناصب، وما يشغلهم فقط العمل من أجل وطن محتل من عدو لا يؤمن بحقوق الغير، هؤلاء الأبناء كثر لكن قليلاً ما نشعر بهم؛ لأنهم يؤدون الواجب من خلف الجدار الذي يتسلق عليه من لا يستطيعون العيش إلا متسلقون على أكتاف الأبناء الأوفياء ليخطفوا الأضواء. قصص وحكايات كثيرة لفلسطين ولأبنائها الأوفياء الذين تركوا كل الأماكن وغادروا الحياة بينما ارتبطت أسماؤهم ارتباطاً أبدياً بفلسطين وعلى عكس من ارتبطت أسماءهم بالمناصب والمنافع! وهذا الحديث جعل في ذهني مساحة ومحطة عبور لعدد من الأسماء الذين لم يعرفهم عامة الشعب، وكما جاءوا بصمت غادروا بصمت وأجرهم عند الله كبير وعظيم، وهذا أيضاً ينطبق بصورة أو أخرى على سياسة تكميم الأفواه أو إغلاق مساحات التعبير لأي مواطن أراد أن يلفت النظر أو أن ينتقد سواء عبر التصريح أو كتابة بوست على صفحته لما يشعر به من غضب أو رفض إذ ليس من حق السلطات أن يكون لها قوانينها الخاصة في منع أي مواطن من طرح رأيه وإن فعل على عكس توجه السلطات يتم اعتقاله وحبسه !! إن الوفاء والإخلاص والتحلي بالوطنية والضمير الحي ليس بالضرورة في الموافقة المطلقة؛ وهذا يذكرني بحادثة حصلت في فترة ما وأثناء الانتخابات في بلد عربي كبير، حيث تم تعيين قاضي رئيساً لإحدى اللجان، وبعد انتهاء عملية التصويت أغلقوا الصناديق وانتظر القاضي حضور سيارات النقل المشرفة على نقلها، تأخرت؛ والحقيقة تم تأخيرها عمداً وطلب البعض من القاضي المغادرة بوعد له أن يتابعوا الموضوع لكنه رفض، واستمر بانتظار السيارات ولم تحضر! والمفاجأة أنه كان يتابع أيضاً فرز الأصوات التي بدأت حتى سمع عن نتائج الصناديق التي بحوزته ولم يتسنى نقلها! غضب بشدة وأصيب بضيق نفس نظر إلى الصناديق ثم طب ساكت! الله يرحمه.

كاتم الصوت: القضاء مرآة، إذا انكسرت انكسر العدل، والسلاح في يد الجاهل بجرح.

كلام في سرك: تطبيع من ثلاث جهات وسباق حميم من أجل إسرائيل، وأما المعنى فهو نائم وغارق في الأحلام!