قراءة في قصيدة ..خمس سنوات تصوف بقلم فاضل حسين نايف
تاريخ النشر : 2020-08-25
قراءة في قصيدة ..خمس سنوات تصوف بقلم فاضل حسين نايف


قراءة في قصيدة ..خمس سنوات تصوف.. للشاعرة السورية نجاح حسين العرنجي …..بقلم فاضل حسين نايف

للقصيدة ثلاثة مستويات هي المستوى الاخباري والرمزي والمستوى الفني .

وفي قصيدة .خمس سنين تصوف

وجدت فيها هذه المستويات انفة الذكر .ومن خلال قراءتي المعمقة للقصيدة استطعت ان افك بعضا من رموزها والخوض في لبابها .

قصيدة ظاهرها مؤنس ومبهج وعمقها ينز وجعا وغما فكيف لرجل لديه اربع بنات وولد ويعد امراة بالحب والوصال وهي ترضى بهذا الواقع لكن الرجل لم يف بما وعد ولم يبر بقسم افسمه لها فيتزوج غيرها ..هنا نجد الشاعرة وقد بدات قصيدتها بالقول .

اوتذكر ذلك المساء   ‘.

وسلة الاوجاع تقتات الوقت

حين حدثتني عن تصوفك

وعن الاشياء التي تحتاج في صنع

لدرس ..ولا للتعلم

في هذا المقطع نجد المستوى الاخباري حين راحت تخبرنا كيف جاءها ذلك الرجل ذات مساء،وهو يحمل همومه واوجاعه وكيف انه سيجعلها حبيبة تغترف وفاء قلبه ورفعة حبه لها .ظلت المراة منتظرة خمس سنوأت .

وتواصل رحلتها في اخبارنا عن معاناتها في الانتظار القاتل .تقول

وعلى الجدران نقوش

وابجديات

منذبداية التكوين

تصف عهدا

وتسبك ذهبا

فيها بيادر من نور

وفي العلياء

دنا عصفور

ورنا لشدو حمامة تنوح

رويدك ايها الساهر

في هذا المقطع وجدت ان ألشاعرة تغوص في اعماق الذات لتستخرج لنا غموضا ..والغموض يناسب قصيدة النثر ..ولاادري عن اي جدار  تتحدث وعن اي نقوش .

وانحدرت بنا الى بدايات عهد التكوين لتعود مرة اخرى لتخبرنا كيف عاهدها وراح يغدق عليها بالوعود  .

ولاادري لم كل العشاق تهفو نفوسهم وترتغع نظراتهم للعصافير .هل لان العصافير جمياة ام ان صوته مميز ذا رخامة وجودة وروعة تجويد .مع ان هنا طيورا اكثر جمالا منه وصدحها اجمل نغما وشجنا .وتضيف .

دنا عصفور

ورنا لشدو حمامة تنوح .

هنا اجدها قد خرجت عن المألوف والمنطق العام الى الشعري .انها الشعرية الجميلة فكيف لنا اولطائر ان يرنو لشدو حمامة تنوح .انها الصورة الفنية التي خرجت على كل منطق واخرجت لنا منطقها الشعري .كيف لنا ان نرى سدو حمامة تنوح .لكن لربما لخيبة من وعود حبيب نكث بكل الوعود .

وتعود مرة اخرى للمستوى الاول ..الاخباري..حين تقول معاتبة من خذلها .

أتكتب العهد وتمحو

واذا مااتأم جرح

جد بالتذكار

جرح

ياعلي

وانت المجتبى

سليل جليل .

هنا استطيع ان ارى الجراح وهي ترسم مسارب للالم في نفسها وقلبها فهذأ ال ..علي ..الذي اصطفته واختارته حبيبا لكنه كان في وعده سرابا خادعا .ولعلها تندب حظها حين غادرها لغيرها

تقول .

خمس سنين تصوف

خمس عجاف

وظلام النفس يغتال السنا .

انها تتوجع وكيف لها ان لاتتوجع وظلام النفس يغتال السنا .

لكنني اجد حيرتها اكثر حين تقول

ماجدوى

كل حداء العيس

ان لم يرد النبع

طيفك والعصافير

نعم كل مستقبل نتوقعه حافلا بالمسرات وبلقاء من تهوى نفوسنا والا فما فائدة الانتظار .

وماذا نتوقع من حدتء العيس اذا لم يوصلنا للنبع والنبع هو طيف الحبيب والجميل الذي اخترق مدارات الذات .

وتختتم قصيدتها بالقول .

في لجة من وقت ضياع

وانا الان هنا

بهلع من وحشة الدرب

ومن هذي الدنى

وانت اكذوبة عشق

وصدى صوت المدى

ضاع دربها في بيداء روحها انها تسعى بالضياع ووحشة الحياة .

انه اكذوبة ليس الا .انه صار سرابا

لااكثر وانها راحت تجتر كل الامها وترى امالها تسقط في جب الحقيقة المرة امالها سقطت في اختبار الحياة .