أن تكونَ شخصية عامة ؟ بقلم:مصطفى أبو السعود
تاريخ النشر : 2020-08-13
أن تكونَ شخصية عامة ؟ بقلم:مصطفى أبو السعود


أن تكونَ شخصية عامة ؟
    مصطفى أبو السعود

من منا لا يرغبُ أن يكونَ شخصيةً عامة يُشار لها بالبنان، ويُفسح لها في المجالس، وإن تحدثت سُمعت، وإن أمرت، قال الجميع لها " لبيك"؟  أظننا جميعاً ! على اعتبار أن الشخصية العامة لديها من وسائل الراحة المعنوية والمادية ما يجعلها مغنم يستحق العناء.

ما سبق لا غُبار عليه ولا بأسَ به، طالما أنه لا يُخالفُ شرعاً ولا فرعاً، لكنه نصف صحيح، لأن ما لا يعلمه  أُولئك وأغلب الراغبين بذلك، أن لهذه الرغبة ضريبةٌ لا بد من دفعها، عاجلا أو آجلا، فإن كنتَ  لابد  مصممٌ 

على الالتحاق بقافلة الشخصيات العامة والهامة، فإني أهديك هذه النقاط وبالمجان:

أقرأ كثيراً، فالجمهور ينظر لك ب "العين المليانة".

اهتم بسلامة اللغة، فرفعك ما لا يُرفع، سينزلك، وكسرك لما لا يُكسر، سيكسرك، وضمك لما لا يُضم، سيُضحك المستمعين عليك.

تفقه في امور الدين، فربما يقدمك أحدهم للإمامة وأن يسألك في الدين.

تعرف جيداً على عادات وتقاليد مجتمعك كي تتجنب الخطأ في تعاملك مع فئة ما.

امتلك روح المبادرة والتجديد في الفكر والسلوك.

جميل لو أتقنت لغة غير لغتك الأصلية، وتمتعت بمهارات إدارية وميدانية.

اهتم بالمظهر بلا مبالغة، وتذكر أن التواضع والبساطة كالمغناطيس يجذبان الناس لك. 

كُن هادئاً وصدرك واسع وروحك طويلة، واستمع للناس بقلبك، لا تكذب، لا تعد بما لا تسطيعه.

كُن كريماً وايجابياً ووفياً ونزيهاً وأميناً وعفيف النفس ونظيف اليد.

تحمل غيرة زوجتك خاصة أن جنس حواء موجود في كل ميادين العمل.

تصرفاتك تحت المجهر، طريقة كلامك وسلامك وملابسك وطعامك، فخذ حذرك.

استعد لكثرة غيابك عن بيتك، فقد لا تتناول الطعام كثيراً  فيه لانشغالك في أُمور المجتمع ،وهذا قد يخلق نوعاً من الجفاء الأُسري، وقد تطبق الطقوس الرسمية داخل البيت، وقد تنجز أعمال المجتمع في بيتك، وهنا أذكر ما قاله لي مؤخراً أحد الشخصيات العامة أن زوجته قالت له "وأنت برا برا، وأنت جوا برا " بمعنى أنك وأنت خارج، خارج البيت، وأنت في البيت مشغول بخارج البيت".

ستشعر بالإرهاق نتيجة المشاركة في أنشطة المجتمع وزيارة واستقبال الآخرين.

تلبية الدعوات وتنظيم الولائم والعزائم والظهور بمظهر الأنيق أمام الآخرين يُرهق ميزانيتك المالية.

تجهز لأن يُقال عنك ما ليس فيك، فأعداء النجاح "على قفى مين يشيل".

قد تفقد الكثير من خصوصيتك ومهاراتك وهواياتك الشخصية.

وارد إنحراف أحد أولادك أو أكثر بحكم غيابك المتكرر عنهم، فسدد وقارب.

ستتعرض لإغراءات لتبديل المواقف، فإياك وبيع الضمير.

لن يكون وقتك ملك لك، فربما وأنت تسير يوقفك فلان لسؤال أو طلب خدمة، قف واسمعه كي لا يقول عنك مغرور ومتكبر، وإن كنت مستعجلاً، امنحه فرصة لقاء آخر، وأُصدقه، وإياك أن تأخذك الأنا كثيراً.

لا تكن ثرثاراً، فالناس تمل ذلك.

فيا أحباب:

تلك أفكار أحببتُ وضعها أمامكم، فلا يظن أحدكم أنها دعوة للتقوقع داخل الذات، فهذا ليس مقصدي، بل ذكرتها للتنويه والتبيان، كي ندخل هذا المعترك بخارطة طريق ونقلل الخسائر قدر الإمكان، فالسعيد من اتعظ بغيره، أليس كذلك أيها الأحباب؟

 [email protected]