فتيات غزة.. من العنف الأسري للتنمر الإلكتروني! بقلم:منى حلس
تاريخ النشر : 2020-08-12
فتيات غزة.. من العنف الأسري للتنمر الإلكتروني! بقلم:منى حلس


فتيات غزة.. من العنف الأسري للتنمر الإلكتروني!

                                                              
في الآونة الأخيرة؛ شهد قطاع غزة جرائم قتل وتعنيف طالت الفتيات والنساء كان من بينهن طفلة قتلت على يد أبيها، تعاطف المجتمع الغزي مع هذه القصص وسرعان ما نسي الأمر، إلا أن ما هز كيانه هو خروج فتاة معنفة تشكو ظلم أخيها! 

نار القتل أهون من الفضيحة ! 

بعض العقول المتفهمة التي تفكر بضمير وإنسانية ومن منطلق ديني، دافعت بشراسة عن تلك الفتاة وتعاطفت معها، وبشراسة من نوع آخر وبمنتهى الفظاظة؛ هاجمتها فئة أخرى بأفظع الأساليب والألفاظ، من منطلق (كيف بتفضحي اهلك؟)!

وهؤلاء هم لب حكاية المجتمع الغزي، الذي تعود أن يدفن رأسه بالرمال ولا يواجه حقيقته خشية من الفضيحة والقيل والقال!

فجريمة القتل والدمار والكفر لديه أهون بكثير من التشهير والفضيحة! دون أن يكلف نفسه عناء معالجة الكارثة والوقوف ضد الظلم ونصرة المظلوم!

لم يلفت أنظارهم وجه الفتاة المشوه ولا قصتها وما الذي دفعها للخروج لمنصات التواصل الاجتماعي لتروي قصتها، وكم من محاولة خاضتها لحل أزمتها بائت بالفشل وكم من مرة كتمت قهرها وداوت جروحها بنفسها إلى أن اكتشفت أن السكوت لن يوصلها إلا إلى الموت .. 

عادل المشوخي والسطري ستايل!

ولأن المجتمع الغزي يعاني البطالة والفراغ والإدمان الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتغذى على عدد اللايكات والكومنتات، لم يفوت فرصة التقليد الأعمى وركوب الموجة..

فجميعنا يذكر بعد أول اغنية أطلقها عادل المشوخي كم من مشوخي خرج علينا، وها نحن نرى ونشاهد مشكلات أسرية لا تستدعي الخروج بها للعلن تُكتب على صفحات بعض الفتيات! 

وهذا الفعل عزز موقف بعض العقليات الذكورية التي اعترضت منذ البداية على ولاء السطري، بحجة أنها شجعت الفتيات على الوقاحة ونشر الفضيحة! 

لا تخلطوا الحابل بالنابل!

ليس الباطل والظلم فقط من يقف في وجه الحق في مجتمعنا الفلسطيني، بل النماذج السطحية الفاسدة التي تُقحم نفسها في كل موقف حتى يصعب على البعض التفريق بسببها بين الظالم والمظلوم! 

أيضاً بعض الأقلام التي تدعي الثقافة وتتخفى تحت ألقاب علمية كبيرة ذات مصداقية لدى الجميع لتتمكن من بث سموها وأفكارها المتخلفة الرجعية والهدامة والبعيدة كل البعد عن الإنسانية والدين بكل بساطة وسهولة وتجد من يصفق لها بكل اعجاب!!!

  كمن يسمي نفسه الدكتور على صفحته الفيسبوكية.. تجده في كل مرة يصدر أفكار غريبة عجيبة جميعها يحرض على المرأة وبمنتهى العنصرية والوقاحة، وصل به الحال أن يدعو الرجال للزواج من الجميلات فقط ونبذ شحيحات الجمال حتى تذبل زهرة شبابهن وبكل تأكيد بأسلوب وكلمات جارحة منفرة!

وزارة الثقافة والمنظومة الحكومية والقانون.. جميعهم فاشلون!

لماذا وجدت السطري وغيرها من الفتيات ضالتهن في السوشيال ميديا؟! 

إن كان الحدث كما يسميه البعض(موضة) فعلى من يهمه أمر  المنظومة المجتمعية أن يبحث عن أسباب تلك الفتيات ومعالجة المشكلة من جذورها، بدلاً من حملات التنمر والتنظير والسب والقذف.

جميعنا يتابع الدراما العربية باهتمام ومن خلالها نكتشف هموم وقضايا مجتمعاتهم وهذا الأمر يوفر على فتيات كثر من قلب هذه المجتمعات جزء كبير من شرح معناتها وطريقة التعبير عنها، كون أعمال بلدها وحتى البرامج التلفزيونية تحدثت باستفاضة عنها وعن مثيلاتها، وهذا ما تفتقده السيدات والفتيات في غزة.

أما عن دور  الشرطة والقانون فلا تعليق...

جميعنا شهد على جرائم كان يمكن أن لا تحدث إذا لقيت آذان صاغية من قبل الشرطة وكم من عبرة ستحد من الجريمة إن طُبق القانون بروحه العادلة.